قامت مجموعة من الأشخاص مجهولي العدد والهوية، فجر أمس، بتخريب مقر بلدية مكيرة، الواقعة على بعد 51 كم جنوب مدينة تيزي وزو، وإضرام النيران في الطابقين الثاني والثالث من مبنى المقر، تنديدا منهم على ما أسفرت عنه سياسة التحالفات بين الأحزاب المشاركة في المحليات الماضية التي منحت رئاسة البلدية لمترشح الأفالان الذي تحصل على مقعدين فقط من أصل 15 مقعدا يتضمنهم المجلس الشعبي البلدي. حسبما علمته “الجزائر نيوز" من مصادر مطلعة، فإن حادثة حرق مقر البلدية تم تسجيلها في حدود الساعة الثالثة صباحا من نهار أمس، بعدما أقدمت مجموعة من الشباب بالتسلل إلى داخل مقر البلدية، مستغلين فرصة الاحتفال برأس السنة الجديدة لتنفيذ عمليتهم، حيث قاموا بتخريب مكتب رئيس البلدية والمكاتب المجاورة له على غرار تلك التابعة للأمانة العامة ونواب الرئيس، هذا قبل أن يقدموا على إضرام النيران بداخلها، وبالضبط في الطابق الأول من المبى لتمتد بعدها لتشمل الطابق الثاني منه، كما أشارت مصادرنا إلى أن العملية أسفرت عن تسجيل خسائر جد معتبرة بالمبنى بعدما أتلفت ألسنة النيران كل الأغراض المتواجدة بداخله على غرار أجهزة الإعلام الآلي والوثائق الإدارية، إضافة إلى أرشيف البلدية دون أن تشمل مصلحة الحالة المدنية المتواجدة في الطابق السفلي بعدما خمدت النيران لوحدها، لحسن الحظ، خصوصا في ظل أن عناصر الحماية المدنية لم يتنقلوا إلى مكان الحادثة وجاء تدخلهم جد متأخر، بعد خمس ساعات من تسجيل الحريق، تضيف مصادرنا. في السياق نفسه، كشفت المصادر ذاتها، أن كل أصابع الاتهام، وفي انتظار تحديد ومعرفة هوية الفاعلين الحقيقيين، كلها موجهة في الوقت الراهن إلى بعض مناضلي ومتعاطفي حزب الأفافاس، الذين أقدموا ومنذ أن أعلنت ثلاث تشكيلات سياسية المتمثلة في حزب الأرسيدي الذي تحصل على 4 مقاعد والأفالان على مقعدين، وكذا قائمة مترشح حر الذي فاز ب 3 مقاع، على التحالف فيما بينهم ضد حزبهم الذي تحصل على أغلبية 6 مقاعد، إذ قاموا واحتجاجا على ذلك بتنظيم عدة حركات احتجاجية منها غلق مقر البلدية والاعتصام أمام مدخله الرئيسي لمرات عدة، ناهيك عن منعهم 5 مرات من عملية تنصيب المير الجديد، هذا قبل أن يصعدوا من شدة احتجاجهم خاصة بعد أن قرر والي الولاية تنصيب رئيس المجلس الشعبي البلدي الجديد على مستوى مقر الولاية. هذا، وأكد مصدر أمني، أن مصالح الدرك الوطني التابعة لدائرة تيزي غنيف، قامت صبيحة أمس بفتح تحقيق معمق في القضية لتحديد هوية مرتكبي عملية حرق مقر بلدية مكيرة، كما قامت بتوقيف الحارس الليلي للمقر قصد التحقيق معه.