تنطلق، اليوم، رسميا، امتحانات البكالوريا التجريبية، أو ما يعرف بالبكالوريا البيضاء، وتمتد إلى 21 ماي، وسط غيابات واسعة للمترشحين، على الرغم من الأهمية البيداغوجية والبسيكولوجية للامتحان، كونه يجري بنفس شروط امتحان البكالوريا. فرغم أن التاريخ الرسمي الذي سبق وأعلنت عنه وزارة التربية الوطنية لاجتياز هذا الامتحان ينطلق اليوم، إلا أن هناك عددا من المؤسسات نظمته الأسبوع الماضي، حسب ما ذكره الأمين العام للنقابة الوطنية لعمال التربية “أسنتيو”، عبد الكريم بوجناح، مؤكدا أن هذا الامتحان ورغم أهميته في تحضير التلاميذ للامتحان المصيري، إلا أنه يسجل غيابا واسعا، وهذه الظاهرة أصبحت تتكرر سنويا، ولم تجد لها الوزارة حلا رغم دعوة النقابات في كل مرة لإيجاد حلول استعجالية لإبقاء التلاميذ في المؤسسات التربوية من بداية السنة إلى نهايتها، ومن ثمة القضاء على ظواهر صاحبت هذا العزوف كالاعتداءات والانحراف بسبب بقاء التلاميذ خارجا دون دراسة. والحل، يضيف بوجناح، يكمن في استعمال البطاقة التركيبية في تقييم تلاميذ النهائي، يحتسب فيها الحضور في هذه البطاقة، بالإضافة إلى السلوك، ومن ثمة تسمح هذه البطاقة باستفادة التلاميذ من الإنقاذ ويجد التلاميذ أنفسهم مضطرين للبقاء في الأقسام حتى نهاية الدراسة. من جهته، ذكر المكلف بالإعلام بالمجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع الثلاثي للتربية “كناباست”، مسعود بوديبة، أن ظاهرة العزوف عند تلاميذ الأقسام النهائية بدأت منذ انطلاق الفصل الثالث، حيث أصبحت الأقسام شبه فارغة، وبهذا فالبكالوريا التجريبية لم تعد تعني شيئا للتلاميذ رغم أهميتها في تحضيرهم لامتحان البكالوريا، وهو ما جعلهم يطالبون في كل مرة وزارة التربية بإدراج البطاقة التركيبية التي لها دور في المواظبة والانضباط والتقليل من العنف بالمدارس. وعاب بوديبة على الأولياء مشاركتهم في هذا العزوف، حيث يظهرون أيام الإضرابات وفي نهاية السنة دون معرفة أهمية بقاء أبنائهم في الأقسام إلى غاية نهاية الموسم الدراسي، خاصة أن الدروس الخصوصية أصبحت بديلا لأبنائهم، هذه الأخيرة التي على الوزارة إعادة النظر فيها كونها أصبحت عاملا كبيرا في صرف نظر التلاميذ عن المؤسسات، على الرغم من أن الدروس التطبيقية لا يمكن الاستفادة منها بشكل صحيح إلا بالمؤسسات التربوية. من جهته، تحدث الأمين العام لنقابة ثانويات الجزائر “كلا”، عاشور إيدير، عن الأهمية البيداغوجية والبسيكولوجية للبكالوريا التجريبية، كونها تحضر المترشح للبكالوريا بنفس شروط هذه الأخيرة، إلا أن التلاميذ، حسبه، لم يعودوا يبالون بها، كون عدد مهم منهم لا يجتازونها بإدراكهم أنها لا تنفع في شيء يوم البكالوريا، إلا أنه لو تم العمل بالبطاقة التركيبية وتم تنقيط التلميذ على حضوره طيلة السنة وسلوكه، لوجد التلاميذ أنفسهم مجبرين على البقاء في المؤسسات التربوية، يضيف المتحدث.