عقد الفريق المعارض لأمين عام جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، أمس، اجتماعا لبحث مصير الحركة التي يقودونها لتنحيته من القيادة. وفيما بدا عبد الرحمن بلعياط مصمما على الاستمرار في نفس النهج، قال صالح ڤوجيل إن رسالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى المؤتمر العاشر “غيرت الكثير من الأشياء”. أفاد بلعياط، وهو في طريقه إلى الاجتماع الذي عقد بمقر المعارضة بالأبيار في أعالي العاصمة، ل«الخبر”، بأن رأي خصوم سعداني في مجريات المؤتمر “موجود ومبلور”، يقصد أنه جاهز للإعلان عنه. غير أنه اعتذر عن الخوض في الموضوع بحجة أنه لا يريد استباق ما سيتمخض عن الاجتماع. وقد ظهر التفاؤل من صوت عضو المكتب السياسي سابقا، وإن كان الكثيرون يرون أن سعداني أطاح بخصومه بالضربة القاضية. وأفاد بلعياط، في نهاية اللقاء مساء، بأنه تم الاتفاق على أن يعقد كل الذين قاطعوا المؤتمر لقاء، الخميس المقبل، لإصدار بيان يبين الموقف من الوضع. وعلى عكس بلعياط، عبر عبد الكريم عبادة، منسق ما يعرف ب«حركة تقويم وتأصيل الأفالان”، التي تأسست في أيام الأمين العام السابق، عن خيبة أمل بشأن أوضاع الحزب. وقال في اتصال به: “كان سوقا بأتم معنى الكلمة ولم يكن مؤتمرا، الخاسر الأكبر فيه هو الحزب. لم يكن مؤتمرا من حيث التحضير ولا من حيث الحضور.. في نفس الوقت كل الناس حضروا إلا المناضلين، وهذا مؤشر خطير على انحطاط العمل السياسي ومساس بمصداقية النضال الشريف”. مشيرا إلى أن “العواقب وخيمة على جبهة التحرير منذ أن تغلغل فيها المال الفاسد”. وبحسب عبادة، فقد عرفت جلسات الحزب “رداءة في الأداء”. وتحفظ على الحديث في قضية الرسالة التي قرئت باسم بوتفليقة في المؤتمر، واكتفى بالقول: “من عادته (الرئيس) رفع خطاب إلى الحزب في مؤتمراته، وربما تم توظيف رسالته هذه المرة”، في إشارة إلى أن الكلام المنسوب لبوتفليقة لا يعني دعما للأمين العام سعداني، كما أجمع عليه غالبية متتبعي أطوار المؤتمر العاشر الذي انتهى الليلة ما قبل الماضية. وأضاف عبادة: “هذا الأفالان لا أعرفه... الأفالان الذي يأتي إليه 6500 شخص بغرض التهليل والتصفيق وجميعهم يريدون أن يكونوا أعضاء في اللجنة المركزية، صراحة لا أعرفه”. وذكر عبادة أن “الشعار الحقيقي للمجموعة التي التقت في القاعة البيضوية ليس التشبيب والتجديد، وإنما تشتيت وتغريب الحزب. فالأمر يتعلق بتشتيت قدرات الحزب”. وتحسر عبادة على وضع الحزب بقوله: “لم أتأخر عن مؤتمرات الحزب منذ 1964، ولا مرة وصل الحزب إلى هذا المستوى من الانحطاط وهذا المنظر المزري وهذه الرداءة. إنها مأساة حقيقية”. ومن جهته، ذكر صالح ڤوجيل، كبير الجماعة التي تعارض سعداني، في اتصال به وهو في طريقه إلى الاجتماع: “أعتقد أن رسالة الرئيس والسند الذي قدمته الحكومة لسعداني غيرا معطيات كثيرة، والمعادلة التي ينبغي فهمها هي أننا لسنا في المعارضة”، يقصد أن خصوم سعداني لازالوا قياديين ومناضلين في الحزب. ويقصد ب«سند الحكومة”، حضور الوزير الأول عبد المالك سلال أشغال المؤتمر بصفته مناضلا، بل ومندوبا، حسب تصريح للسعيد بوحجة عضو المكتب السياسي. وحول ما إذا كان من المشككين في كون الرسالة هي لبوتفليقة فعلا، وأنها تعكس موقفا صريحا ضد الفريق الذي يناصب سعداني العداء، قال وزير النقل في عهد الرئيس الشاذلي بن جديد: “سمعنا مضمون الرسالة ولم نقرأها، ورجاء لا أريد أن أنجر إلى التعليق بخصوص ما إذا كانت تعبيرا عن موقف الرئيس ضدنا، فالأمر يحتاج إلى استشارة مع الإخوة”. أما إن كان يعتقد أن بوتفليقة أعطى قوة للأمين العام بالرسالة، قال ڤوجيل: “قراءتي أن الرسالة إسناد للمؤتمر وللقيادة، هذا رأيي ولا يلزم بقية الإخوة”.