دعا صالح ڤوجيل، عضو اللجنة المركزية بجبهة التحرير الوطني، أطراف الأزمة التي تهزّ الحزب إلى عقد ”ملتقى” للجنة المركزية شبيه بمؤتمر مصغّر، بدل الدورة التي دعا الأمين العام عمار سعداني إلى عقدها يوم 23 من الشهر الجاري، وحمّل سعداني وخصمه اللدود عبد الرحمن بلعياط، ”مسؤولية تعميق أزمة الحزب” في حال رفض المبادرة. قال ڤوجيل في دردشة قصيرة معه بمقر ”الخبر”، إن دورة اللجنة المركزية التي دعا إليها الأمين العام ”ستزيد الأزمة تعقيدا، لأن الكثير من القياديين سيقاطعونها، ولجنة التحضير للمؤتمر العادي المدرجة ضمن جدول الأعمال، ستكون محل خلاف. ولتفادي المزيد من التمزّق والصراع، أقترح على أعضاء اللجنة المركزية والمناضلين تغيير الاجتماع بملتقى يترأسه أكبر الأعضاء سنّا يدير الأشغال بمعية مكتب يتكون من 4 أو 5 أعضاء”. وتدوم أشغال المؤتمر المصغّر يومين، ينصب فيها اهتمام القياديين على البحث عن مخرج للأزمة الداخلية، والانطلاق في تحضير المؤتمر المرتقب في 2015، حسب صاحب الدعوة الذي يقول: ”الملتقى الذي أعرضه على القياديين والمناضلين، لن يخرج منه لا أمين عام ولا مكتب سياسي، وإنما نفكّر في مخرج للحزب من أزمته ونفكّر في مستقبل التيار الوطني الذي يعتبر الأفالان عموده الفقري، والذي تقوم عليه الدولة. وكل واحد من أعضاء اللجنة يعطي رأيه لنخرج برؤية واضحة”. يشار إلى أن بلعياط يقود مسعى لعقد دورة طارئة ل«المركزية”، لانتخاب أمين عام جديد، ويقول إنه جمع للغرض ثلثي أعضاء الهيئة الأعلى ما بين مؤتمرين. واستبعد ڤوجيل أي مسعى لإبعاد سعداني من القيادة كهدف لهذه المبادرة، وطرح بالمقابل إمكانية الخروج ب«لجنة مديرةّ” من الملتقى تسيّر الحزب خلال الفترة التي تسبق المؤتمر الحادي عشر. ويبدو هذا الطرح بديلا لعمار سعداني المسنود من قطاع من أعضاء ”المركزية”، والمرفوض من قطاع آخر من دون أن يعرف أحد بالضبط الحجم الحقيقي للطرفين للتأكد من صلابة الركيزة التي يتكئ عليها الأمين العام. وأوضح عضو الثلث الرئاسي بمجلس الأمة، ووزير النقل سابقا (1979-1986)، أنه اشتغل مع كل الأمناء العامين للأفالان منذ 1962 ”فمن حقي تاريخيا أن أوجه هذا النداء حتى يتوقف انحدار الحزب”. ولاحظ ڤوجيل بمرارة ”أن حضور الحزب كان باهتا خلال الانتخابات الرئاسية الماضية، بينما الأصل أن يكون في الواجهة لأن الأمر تعلّق بترشح رئيس الحزب”. ويتساءل الكثير من المهتمين بأزمة الحزب الواحد سابقا، عن سبب عدم تدخل عبد العزيز بوتفليقة بثقله كرئيس للجمهورية لفض الصراع في الأفالان، لو كان حقيقة رئيسه، ولو كان فعلا هو رئيس الحزب، لماذا لا يحضر أبدا اجتماعات اللجنة المركزية ولا حتى المؤتمر. ويرى ڤوجيل أن بوتفليقة ”لا يملك ارتباطا نظاميا مع الحزب، ومع ذلك بإمكانه أن يساهم في إيقاف هذا التوجه نحو الانحدار”.