تمكنت الفرقة متعددة المهام للجمارك ببئر العاتر في تبسة، خلال الأيام القليلة الماضية، من حجز شاحنة نقل المحروقات قادمة من حاسي مسعود محملة ب15 ألف لتر من المازوت، على إثر حاجز على مستوى الطريق الرابط بين مدينتي بئر العاتر ونقرين. لجأت جماعات تهريب المازوت والبنزين في الولايات الحدودية إلى مصانع الإنتاج على مستوى ورڤلة وأرزيو وسكيكدة، من خلال التواطؤ مع شاحنات نقل المحروقات لنهب هذه المادة الإستراتيجية التي لا تكفي لسد حاجيات السوق الوطنية، مباشرة دون اللجوء إلى محطات التعبئة، بعد تضييق الخناق عليها من قبل مصالح حرس الحدود التابعة للدرك الوطني. وقد تم اكتشاف خيوط العملية الأخيرة بعد أن تم توقيف الشاحنة سالفة الذكر ومراقبة الوثائق التي تثبت عدم وجود رخصة التنقل التي تسلم للسائق من قبل فرقة مراقبة المحروقات التابعة لجمارك حاسي مسعود التي قامت بتشميع صهريج نقل المحروقات، حسب ما ينص عليه قانون الجمارك، الذي يفرض الحصول على رخصة التنقل الضرورية داخل النطاق الجمركي بالنسبة لشاحنات نقل المحروقات. وكانت مصالح الجمارك والأمن قد كثفت عمليات المراقبة خلال الفترة الأخيرة، كما باشرت إجراءات خاصة للتدقيق في وثائق وصهاريج حاويات نقل المحروقات بناء على معلومات تفيد باستغلال هذه الأخيرة في تهريب المازوت الذي يكلف الخزينة العمومية مبلغ 100 مليار سنتيم سنويا. وكانت السلطات الجزائرية مع نظيرتها التونسية قد شرعت في إعداد مشروع مشترك لسحب توزيع الوقود من المؤسسات الخاصة بالولايات الحدودية، في إطار التصدي لعمليات التهريب عبر الشريط الحدودي بين تونسوالجزائر وليبيا، وذلك بافتتاح مراكز لشركة عمومية لإنتاج وتوزيع الوقود عبر المناطق الحدودية.