أكدت تقارير أوروبية ودولية أن معدلات أسعار البترول ستعرف تراجعا خلال السداسي الثاني من السنة، وفقا لإسقاطات وسيناريوهات قامت بها هيئات متخصصة، مشيرة إلى أن سعر البرميل سجل نموا بنسبة 45% منذ 26 جانفي إلى منتصف ماي. أشارت التقارير الدولية إلى أن سعر البرميل ارتفع من معدل 45 إلى 66 دولارا، وهو ما دفع إلى اعتقاد إمكانية عودة برميل مرتفع، إلا أن الفترة الممتدة ما بين منتصف ماي ومنتصف جوان بيَّنت أن سعر برميل البترول يبقى في حدود دنيا، وعرف خلال الأسبوع الأخير من جوان مستوىً متدنياً ما بين 63 و64 دولارا للبرميل، وفقد خلال أسبوع 3 دولارات بالنسبة لمؤشر برنت بحر الشمال.
ويفيد تقرير يستند إلى معطيات الوكالة الدولية للطاقة بأن بنية الأسعار الخاصة بالنفط متصلة بقواعد العرض والطلب، فمن حيث الطلب ساهمت مرحلة الكساد والانكماش الاقتصادي منذ 2008 و2009 وانخفاض وتيرة النمو للدول الصاعدة في تباطؤ الاستهلاك، إذ قدر ب0.6 مليون برميل يوميا في 2014، بينما قدرت الوكالة في تقريرها الزيادة في الطلب ب1.4 مليون برميل يوميا.
وعلى العكس، فإن العرض يعرف منذ سنتين زيادة محسوسة، بداية بالإنتاج الأمريكي للصخري الذي قدره تقرير لوكالة الطاقة الأمريكية ب9.6 مليون برميل منذ بداية جوان 2015، وقد ضاعفت الآبار الأمريكية المنتجة قدرات إنتاجها مرتين، وهو مستوى لم يتم بلوغه منذ فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. ولا يقتصر الأمر على الولاياتالمتحدة، فتقديرات هيئات الطاقة الروسية تفيد بأن مستوى الإنتاج النفطي في روسيا فاق 9.5 مليون برميل يوميا، بينما تفيد إحصائيات منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” بأن إنتاج العربية السعودية فاق 10 ملايين برميل يوميا، واعتبرت التقارير الدولية بأن تدني أسعار البترول يدفع دولا مثل روسيا وفنزويلا إلى مضاعفة الإنتاج لتعويض خسائرها، والسعودية إلى الإبقاء عن حصص سوقها. وفي المحصلة، فإن أكثر من 94.5 مليون برميل يوميا من النفط تصل إلى السوق منذ ديسمبر 2014 وجانفي 2015، وتتوقع الوكالة الدولية للطاقة إمكانية بلوغ العرض 95.3 مليون برميل يوميا قبل نهاية 2015، ويرتقب أن يصل الفارق بين العرض والطلب إلى 1.3 مليون برميل يوميا، وهو ما يدفع إلى التوقع بأن أسعار النفط ستبقى متدنية أو ستتراجع.
فضلا عن ذلك فإن تأثير سعر صرف الدولار يدفع أيضا إلى توقع سعر منخفض، فدولار قوي يساهم في تراجع أسعار البترول، وقد عرف الدولار ارتفاعا حادا. ووفقا للهيئات المالية الدولية، فإن نسبة تغير الدولار هذه السنة قوية، وينتظر أن يواصل الدولار ارتفاعه، ما سيساهم في إضعاف البرميل حسب الدراسات الإحصائية المعتمدة من قبل الخزانة الامريكية والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي. ووفقا للدراسات المتقاطعة، فإن أسعار النفط خلال السداسي الثاني من سنة 2015 ستتراوح بين 55 و60 دولارا للبرميل، وهو ما يجعل المعدل العام للبرميل من بين الأضعف منذ عشرية، بحوالي 59 إلى 60 دولارا للبرميل، وهو معدل سيكون قريبا من المتوسط السعري للنفط الجزائري صحاري بلند الذي عادة ما يعرف انخفاضا في رسمه خلال الصيف، وبالتالي فإن توقعات متوسط سعر النفط الجزائري خلال سنة 2015 سيكون قريبا من المعدل السنوي لمؤشر برنت بحر الشمال المقدر بحوالي 60 دولارا مع إضافة رسم طفيف سنوي ما بين 0.40 و0.70 دولار للبرميل، بمعنى أن معدل سعر برميل النفط الجزائري لسنة 2015 سيتراوح بين 60 و61 دولارا للبرميل، وهو معدل بعيد جدا عن ذلك المسجل في 2014 والمقدر ب99 دولارا للبرميل.