كشفت منظمة الدول العربية المصدرة للبترول "أوبك" أن مستوى الطلب العالمي على النفط قد ارتفع خلال شهر فيفري 2009 في الوقت الذي عرف المعروض تراجعا في نفس الشهر مقارنة بشهر جانفي الماضي، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الكويتية. وحسبما ذكرته "أوبك" في نشرتها الشهرية، فإن الطلب عرف ارتفاعا بحوالي 900 ألف برميل يوميا، بما يعادل نسبة 1,1 بالمئة، ليبلغ بذلك مستوى الطلب 84,9 مليون برميل يوميا في فيفري. بينما انخفضت كميات النفط المعروضة بمقدار 100 ألف برميل يوميا لتصل إلى 84,8 مليون برميل يوميا. وذكر تقرير المنظمة أن حجم استيراد الولاياتالمتحدةالأمريكية من النفط الخام ارتفع في شهر جانفي الماضي ب 198 ألف برميل يوميا، ليبلغ 9,84 مليون برميل يوميا، كما ارتفعت وارداتها من المنتجات البترولية ب 149 ألف برميل يوميا لتبلغ 3,33 مليون برميل يوميا، غير أنه ورغم كل هذه المؤشرات الإيجابية، فإن المعدل الشهري لأسعار سلة "أوبك" انخفض بنسبة 0,2 بالمئة، في فيفري الماضي، مقارنة بالشهر السابق ليصل إلى 41,4 دولار للبرميل. وأضافت المنظمة من جهة أخرى، أن صادرات الدول العربية من الغاز الطبيعي المسال إلى اليابان وكوريا الجنوبية شهدت ارتفاعا بنسبة 16 بالمئة. وكانت "وكالة الطاقة الدولية" قد أعلنت، أول أمس، أن الطلب العالمي على النفط سينخفض ب 2,4 مليون برميل يوميا خلال عام 2009، بسبب التوقعات المتزايدة بطول أمد الأزمة العالمية، وعجز الاقتصاد العالمي عن الانتعاش قبل العام المقبل، حسبما أوردته "رويترز". وتوقعت الوكالة أن يبلغ حجم الطلب لهذا العام مستوى 83,4 مليون برميل يوميا، بانخفاض بنحو مليون برميل عن توقعات الوكالة في تقريرها الشهري السابق. ويمثل هذا الحجم مستوى أقل بكثير عن حجم 84,9 مليون الذي أشارت إليه "أوابتك". وقال رئيس قطاع النفط والأسواق بالوكالة بأن "هذه فترة استثنائية فيما يتعلق بانهيار الطلب"، مضيفا أن تقرير الوكالة بتوقعات انخفاض الطلب العالمي "ليست مجرد تخمين"، مشيرا إلى مؤشرات سابقة عن الربع الأول من هذا العام أظهرت "انخفاضا أكبر بكثير" في الطلب في الدول المتقدمة والدول النامية مما كان يعتقد من قبل. لكن "وكالة الطاقة الدولية" المعروفة بموقفها الصريح الرافض لخفض جديد لإنتاج الدول المصدرة للنفط، يبدو أنها تعمل مع اقتراب اجتماع "أوبك" في ماي المقبل، على إقناع المنتجين بعدم جدوى إجراء أي خفض جديد، وهو الأمر الذي تتخوف منه دول الغرب الصناعي، لأن أي انخفاض في الأسعار قد يعقد من واقعها الاقتصادي الصعب بسبب الأزمة العالمية. ويأتي تقرير مصدري النفط العرب ليؤكد أنه لا مبرر لأسعار النفط المتدنية، باعتبار أن حجم الطلب الحالي يقارب المعروض.