أعلن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم بأن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي ضغط على اتحادية بلاده من أجل التصويت على ملف قطر لاحتضان مونديال 2022، وعلى ملف روسيا بشأن دورة 2018، مشيرا إلى أن الرئيس الألماني السابق كريستيان فولف طلب من الاتحاد الألماني أيضا التصويت على ملف قطر. شرع السويسري جوزيف سيب بلاتير في نشر الغسيل بعد الفضيحة التي صنعها ال”أف.بي.أي”، وجعله محل شبهة بعد الإطاحة بمسؤولين كبار على مستوى “الفيفا” قبل أسابيع، حين كان بلاتير يستعد للظفر بولاية خامسة، كون رئيس الاتحاد الدولي الذي استقال بعدها بخمسة أيام من منصبه وأرجأ رحيله إلى حين عقد جمعية عامة استثنائية، ليستغل هذه الفترة التي منحها لنفسه من أجل تصفية الحسابات وكشف عدة حقائق من شأنها أن تضر بسمعة عدة أشخاص وببلدان أيضا، ليسود الاعتقاد بأن الرشوة ليست مقتصرة على “الفيفا”، وإنما هي موجودة أيضا على مستوى السياسيين الأوروبيين. وقال “العجوز” بلاتير صاحب ال 79 عاما في تصريح لصحيفة ألمانية “منح شرف تنظيم مونديالي 2018 و2022 شهدا تدخلين سياسيين قبل عملية التصويت”، موضحا “قبل موعد التصويت، مارس نيكولا ساركوزي (الذي كان رئيسا لفرنسا في تلك الفترة) وكريستيان فولف (الذي كان مستشار ألمانيا في تلك الفترة) ضغطا على مندوبي اتحاديتي بلديهما حتى يصوتا على روسيا في 2018 وقطر في 2022، ويأتي ذلك نظرا للمصالح الاقتصادية بين المرشحين والمصوّتين، على غرار المصالح الاقتصادية الموجودة بين قطروألمانيا”. عودة إلى مأدبة الغداء في الإيليزي وسبق لرئيس “الفيفا” بلاتير انتقاد التدخل السياسي قبل التصويت على مونديالي روسياوقطر، وأعلن في 2014 بأن الجانب السياسي هو الذي حسم التصويت، مضيفا في تلك الفترة للإذاعة والتلفزيون السويسري بشأن قطر “لن أقول إنهم اشتروا المونديال، لكن الدفع السياسي من فرنسا ومن ألمانيا صنع الفارق”، وهي تلميحات لمأدبة الغداء التي جمعت ساركوزي ومسؤولين قطريين في الإيليزي في 2010، وحضرها عدة مسؤولين على غرار ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي، الذي صوّت بعدها لقطر، واعترف بذلك وقال “أتحمّل مسؤولية خياري”. ولم يقدّم جوزيف سيب بلاتير تفاصيل أخرى واكتفى بتوجيه أصابع الاتهام لرئيسين سابقين لدولتين كبيرتين، ليؤكد ضمنيا بأن الفرنسي ميشال بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي الذي انتقده كثيرا وصوّره على أنه “راعي الفساد” على مستوى “الفيفا”، لم ينظر إلى رئيس بلده السابق ساركوزي وهو يضرب تحت الحزام ولم ينظر أيضا إلى فرنسا التي تورطت، حسب بلاتير، في قضايا الفساد من خلال الدوس على أخلاقيات الاختيار، بالضغط على مندوبي اتحاديتها للتصويت على قطروروسيا على ضوء مصالح، وليس الاعتبارات الفنية. رئيس “الفيفا” يخشى مغادرة سويسرا وفي الوقت الذي قرر بلاتير الشروع في نشر الغسيل والضغط على طريقته على محاولات القضاء عليه، فإنه يرفض دائما مغادرة سويسرا تحت أي ظرف، وأكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم بأنه لا يشعر بالأمان بسبب كل ما حدث والتوقيفات التي طالت مسؤولين سابقين وحاليين من الاتحاد الدولي بسبب اتهامات بالفساد من طرف العدالة الأمريكية، وقامت “ال أف.بي.أي” بحملة الاعتقالات في سويسرا نفسها قبل ثلاثة أيام من موعد عقد الجمعية العامة الانتخابية، بموافقة السلطات السويسرية وأوقفت سبعة مسؤولين من “الفيفا”. ورفض جوزيف سيب بلاتير التنقل، أمس، إلى كندا لحضور نهائي مونديال السيدات الذي جرى في “فونكوفيرت” بين اليابان والولايات المتحدةالأمريكية، وأرجع بلاتير ذلك لأسباب خاصة، رغم تصريحه لصحيفة “فيلت أم سونتاغ” الألمانية بأنه يرفض المغامرة في الوقت الحالي ومغادرة سويسرا “لأن الأمور ليست واضحة”، في إشارة إلى وضعيته القانونية تجاه العدالة الأمريكية، غير أنه أكد، بالمقابل، بأنه سيكون حاضرا يوم 25 جويلية الحالي في سانت بطرسبرغ الروسية لسحب قرعة تصفيات مونديال 2018.