قالت الفنانة بهجة رحال إن الحفل الذي أحيته مؤخرا في برج موسى ببجاية، أظهر لها تمسك البجاويين بالفن الأندلسي. وذكرت، في حوار مع “الخبر”، أن الدور الذي لعبه الشيخ الصادق البجاوي في الحفاظ على هذا التراث الموسيقي لا يمكن الاستهانة به. استقبلك الجمهور البجاوي بحفاوة كبيرة، ما مرد ذلك حسب رأيك؟ أصارحكم أنني أنتظر مثل هذا الحفل منذ سنوات عديدة، وهو شرف كبير لكل فنان أندلسي أن يغني في عاصمة الفن الأندلسي. الكل يعرف أن بجاية لها تقاليد عريقة وراسخة في الفن الأندلسي والفضل في ذلك يعود بالدرجة الأولى إلى الشيخ الصادق البجاوي الذي فتح أول مدرسة للفن الأندلسي ببجاية. وقد شعرت بالسعادة لأن ابنته حضرت الحفل وقالت لي إنها تنقلت من العاصمة خصيصا لمشاهدة الحفل الذي نشطته في السهرة، وهذا شرف لي من عائلة الشيخ الصادق، آخر أقطاب المدرسة الموصلية. كما استحسنت كثيرا موقف أبناء وأحفاد الشيخ صادق البجاوي، الذين واصلوا رسالته في المحافظة على التراث الأندلسي، من خلال تأسيس جمعيات خاصة لذلك، وفرحت كثيرا لمعرفتي بوجود عدد كبير من الجمعيات الأندلسية ببجاية. كيف كان شعورك وأنت تشاهدين تجاوب الجمهور البجاوي مع أدائك؟ أداء النوبة أمام جمهور يعرف كيف يتذوقها هو أكبر حلم لأي مطرب أندلسي، ونجاحي في إقناع الجمهور شرف كبير لي قبل أن يكون شرف الجمهور. جميل جدا أن تكون في منطقة يعرف سكانها سر الفن الأندلسي، وبجاية عرفت كيف تحافظ على التراث الأندلسي الأصيل، وهو ما يعكس تفتح الناس على الثقافات العالمية ونبذهم التطرف وميلهم إلى الحرية. يقال إنك الوحيدة التي مازالت متخصصة في أداء نوبة الأندلسي.. نعم أنا متخصصة في أداء النوبات، والجمهور اعترف لي بحسن الأداء وهذا أكبر نجاح بالنسبة لي. أنت تتحدثين عن 12 نوبة وأين هي البقية؟ توجد اثنتا عشرة نوبة معروفة، ولا توجد بقية. لما كنا صغارا، كنا نسمع الكبار يتحدثون عن أربع وعشرين نوبة. لكن لما كبرنا واطلعنا على البحوث العلمية المنجزة في هذا الشأن، تأكد لنا فعلا عدم وجود أي آثار أو دلائل لوجود أو ضياع اثنتي عشرة نوبة، في الحقيقة هي أسطورة فقط تتداولها الأجيال. كيف تقضي بهجة رحال رمضان في المهجر؟ يختلف رمضان في المهجر كثيرا عن رمضان في البلد، والأيام القليلة التي أقضيها هنا رفقة الأهل والأصدقاء خلال هذا الشهر لا مقابل لها. وبما أني مقيمة في فرنسا، فاليوم بأكمله أقضيه في تكوين الصغار والكبار في الفن الأندلسي بمقر جمعية “ريتم أرمونيك”، وفيها أقضي كل وقتي. وإلى غاية اليوم نجحت في تقديم أربع نوبات لهم، ومستواهم عالٍ جدا، وهم اليوم قادرون على تنشيط أي حفل. كما أقضي ساعات أخرى في اليوم الرمضاني وأنا أقدم دروسا للأطفال في معهد اللغات الأصلية، منها الأمازيغية والعربية ومختلف اللهجات الجزائرية. ولما أدخل البيت في المساء أكون متعبة، أكتفي بتحضير وجبة عادية رفقة زوجي وأحيانا أحضر الحلويات الجزائرية بطلب من أبنائي. وهل تنشطين حفلات أندلسية في فرنسا؟ لا، أنتم تعرفون أن موعد الإفطار بفرنسا يكون في الساعة العاشرة ليلا، وصلاة التراويح تنتهي في حدود منتصف الليل، والفجر في الثالثة صباحا، فلا وقت لتنشيط حفلات لصالح الجالية. أقول لكم إن حفل بجاية هو أول لقاء لي مع الجمهور، والحفل الثاني سيكون بعد عشرة أيام بقصر الحمراء بغرناطة في إسبانيا.