هي فنانة متميزة، صوت جزائري ذهبي نقش ذاته في مذكرة الفن الجزائري والعالمي بحروف من ذهب، حيث استطاعت صاحبته بهجة رحال فرض نفسها بقوة في العديد من البلدان وساهمت في التعريف بالأغنية الأندلسية، أداؤها مميز ... ''المساء'' تنقل لكم جديدها وطموحاتها عبر هذا الحوار... ''المساء'': تسعين إلى الحفاظ على التراث وترقية الأغنية الأندلسية، كيف توفقين في ذلك؟ بهجة رحال: هدفي الأول والأخير هو التعريف بالموسيقى الاندلسية وغرسها في نفوس الجمهور المتتبع لهذا الطابع الراقي، وهو جمهور غفير، وقد لاحظت ذلك الاهتمام الكبير الذي يوليه الشباب لهذا الفن، لذا أحرص على التواصل معهم عبر مواقع الانترنت، أرد على اهتماماتهم واستفساراتهم، الى جانب التشجيع الذي ألقاه منهم، حيث أعمل أكثر في مجال البحث عن النوبات والمواصلة في إثراء هذا التراث الذي استعاد لمعانه، كما أسعى إلى ربط الجسور بين جيل الفن الأندلسي القديم والجديد. - كيف هو جمهور بهجة داخل وخارج الوطن؟ * صراحة أحب جمهوري داخل وخارج الوطن، إلا أن الأمر الذي أود توضحيه هو أن عشاق الأندلسي داخل الوطن يعرفون كيف ينسجمون مع مختلف النوبات سواء كانت الرمل أو المايا، لذا فهو منسجم الأحاسيس والموسيقى، فهو يعرف متى يصفق ومتى تطلق الزغاريد، فهو ابن هذا الفن النابع من أصالته، أما الجمهور الثاني الذي اجتمع به في أوربا وأمريكا وغيرها من بقاع الأرض، فهو يستمع إلى الموسيقى الأندلسية كمكتشف بالدرجة الأولى، رغم إعجابه بهذه النوبة التي لا يعرف مراحلها والى أي صولفاج تنتمي، لهذا يفضل التصفيق في النهاية، إلا أن هناك أمر هام، وهو أن الجمهور بأوربا يعرف الكثير عن الموسيقى الأندلسية. - ماهي الجمعيات التي تكونت فيها، والنوبات التي تودين تسجيلها عن قريب؟ * تكونت تكوينا أساسيا في الكونسيرفاتوار بالأبيار حيث كبرت، وبعدها التحقت بالفخارجية سنة 1982 أين حظيت بالتعرف على أساتذة الجزائر منهم عبد الرزاق فخارجي سنة ,1986 ومع نخبة من الأصدقاء استطعنا أن نؤسس جمعية السندسية، وبعدها استقريت بفرنسا. - إلي ماذا يعود نجاحك؟ * هذا النجاح لم يكن وليد الصدفة ولم يأت هكذا، بل بفضل الجهد والعمل المتواصل والبحث في التراث وبمدرسة الصنعة سجلت العديد من النوبات، ففي 1995 سجلت نوبة الزيدان، أما المزموم في سنة ,1997 ونوبة الرصد عام ,1999 ونوبة الذيل عام ,2001 وسجلت باقي سلسلة النوبات الاثنتي عشرة بين عام 2001 و2004 وهي نوبة الغريب، الحسين، الماية، الرمل، الذيل، ونوبة السيكا والمجنبة. - نزلت ضيفة شرف بحصة ''خليك بالبيت'' لدى الإعلامي والشاعر زاهي وهبة، حدثينا عن الأجواء هناك؟ * سررت بتلك الاستضافة، فقد كنت ضيفة والمكالمات تنهال علي وتمحورت جل أسئلتهم وانشغالاتهم حول ريادة الفن الأندلسي رغم الزخم الفني الذي تشهده الساحة الفنية العربية، وقد كانت فرحتي كبيرة باتصال الفنان الكبير محمد عبده. - كم بلغ رصيدك الفني؟ * 19 ألبوما مسجلا الى جانب الإنجاز الأدبي المتمثل في كتاب بعنوان ''الريشة الصوت والمضرب'' وقد حضرته بالتنسيق مع الأستاذ سعدان بن بابا علي أستاذ الأدب العربي بباريس، ويتضمن تاريخ الفن الأندلسي وشعارائه ومسيرته وكذا النوبة الأندلسية، فهذا الكتاب بمثابة النافذة التي تفتح كل تاريخ الفن الأندلسي الجزائري. - من أطلق عليك لقب العازفة المنفردة؟ * لا أملك إسم موسيقي وإنما سميت بسيدة النوبة لاختصاصي في هذا الطابع، كما أطلق علي الموسيقار الفرنسي كريستان بوتشي لقب أول عازفة منفردة للموسيقى الكلاسيكية العربية والأندلسية لإعجابه الكبير بهذا الفن. - تعزفين على الموندول والكويترا، ماذا تمثل الآلتان بالنسبة لك؟ * لا أعزف على آلة الموندول لإنه خاص بالشعبي، بل أعزف على آلة الموندولين، وعلى هذه الآلة تعلمت آليات العزف وهي التي أعلمها للأطفال بباريس، أما الكويترا فأعتبرها ثاني تخصص وهي التي أصطحبها عند إحياء الحفلات. - إلى من يعود الفضل في تألقك؟ * يبقى الفضل في تألقي ونجاحي لأساتذة القسم العالي لجمعية الفخارجية، حيث ساعدني الأستاذ عبد الرزاق فخارجي والحاج حميدو والاستاذ أرزقي حربي وغيرهم ممن صقلوا موهبتي، وساعودني لأظهر كعازفة ومطربة منفردة أمام الجمهور من خلال جمعية الفخارجية. ولا يفوتني أن أقول أن الموسيقى الأندلسية بخير وذلك لاهتمام الشباب بها والإقبال على الانخراط في مختلف الجمعيات الأندلسية، كما نأمل أن تمد يد المساعدة للطاقات الشابة التي تحمل العبقرية في المواهب، وقد يكون محي الدين بشطارزي أو أحد العمالقة ينام في وجدان أحدهم.