نعم يجب إنقاذ الجيش من السياسيين الفاسدين وليس إنقاذ النظام الفاسد بالجيش كما هو حاصل منذ عقود ويحصل الآن بطريقة مؤسفة، هل يشرف الجيش أن يتحول إلى قاعدة اجتماعية سياسية لنظام فاسد، يساهم في تزوير الانتخابات وحماية الفساد السياسي وسوء التسيير بحجة حماية البلد من الشغب السياسي؟! انظروا إلى الفرق الإعلامي بين إعلام صحف “لاناب” وإعلام مواقع الفايسبوك الحرة، وكيف ناصر شباب الجزائر في الفايسبوك إخوتهم الذين ذبحوا ظلما وعدوانا في عين الدفلى في يوم العيد، وكيف ناصرت (على استحياء) الصحف الأنابية الصفراء الجيش ضد الإرهاب بطريقة تدمي القلب أكثر من دماء هؤلاء الشباب الذين ذبحوا كالخرفان في يوم العيد.! هل يشرف الجيش أن يحارب الإرهاب ببيانات شلبية محجوبي وشهاب الأرندي وغيرهما من الأحزاب المجهرية الكارثية على البلاد، والتي سارعت إلى إصدار بيانات تتاجر عبرها بدماء هؤلاء المساكين الذين احترقت أكباد عائلاتهم في عيد الفطر.! حتى جبهة التحرير، الحزب الذي حول الجيش في الانتخابات الأخيرة إلى قوة اجتماعية له.. حيث زور الانتخابات وكون برلمان الحفافات ورئيسا مقعدا.. هذا الحزب لم يصدر حتى بيانا لمواساة عائلات هؤلاء المساكين... واعتبر هذا الحزب ما حدث في عين الدفلى أقل من حادث مرور غير مروع.! بؤس الإدارة الإعلامية والسياسية لنتائج حادثة عين الدفلى أشد ألما من الحادثة نفسها. هل يعقل أن يقدم الإعلام الحادثة إلى الرأي العام بهذه الصورة المؤسفة بحيث يقلل من خطورة ما حدث على الأمن والاستقرار في البلد، وفي نفس الوقت يضخم من ردة الفعل بطريقة تحيلنا في علم النفس الإعلامي على حالة غير صحيحة في الإدارة الإعلامية للأزمة. الحديث عن قتل الجيش لأعداد كبيرة في ردة الفعل لا يشفي غليل الشعب الغاضب لما حدث، بل يعطي الانطباع عكس ذلك تماما، وهو أن البلد الذي يتحرك فيه الإرهابيون بالعشرات ولا يكتشف أمرهم يطرح أكثر من علامات استفهام حول نجاعة الترتيبات الأمنية في المنطقة، وأن ما يجري هناك هو حرب وليس محاربة إرهاب؟! لماذا يقدم هؤلاء سوء الإدارة الإعلامية للأزمة مثل هذه الأخطاء الإعلامية القاتلة؟! أكثر من الإرهاب.! مشكلة البلاد أن كل شيء فيها أصبح هزيلا ورديئا حتى في المسائل الحيوية للبلد. لو كنا بلدا عاديا وله قيادة عادية مثل بقية البلدان، لانتقل الرئيس إلى عين المكان وعزل الوالي والمسؤول الأمني بالولاية والقائد العسكري هناك.. وجعل الملاحقة الناجحة للجيش للفاعلين المجرمين أمرا سريا، لأن إعلانه يضر إعلاميا أكثر مما ينفع.! لكن سوء الإدارة الإعلامية لملاحقة الإرهاب لا تقل بؤسا عن العملية نفسها، ولهذا عمّر الإرهاب ربع قرن في البلاد وما يزال.. وسيظل ما دمنا نحاربه إعلاميا ببيانات شلبية وشهاب وغيرهما؟! [email protected]