تجند صيادو غرب ولاية تيبازة لحراسة قوارب النزهة وقوارب نشاط الصيد شبه الساحلي والمهن الصغيرة، لإجهاض محاولات سرقة قواربهم ومحركاتهم اليدوية، من قبل عصابات للإبحار السري “الحرڤة”، المنظمة من بعض شباب المنطقة، وقد أحدثت الظاهرة حالة من الذعر على مستوى ميناء شرشال وشواطئ 7 بلديات غربية. فقد سارع العشرات من الصيادين إلى تشكيل فرق حراسة ليلية لجميع الشواطئ التي ترسو عليها قوارب صيد من فئة 4.80 متر أو ما يعرف بقوارب “الكالة” المصنوعة من طرف مؤسسة “إيكوراب”، إضافة إلى القوارب البلاستيكية من فئة 5 أمتار المبنية لدى شركات خواص، وهي الأصناف المفضلة لدى الشباب المنحرف الذي لا يتردد في الاستيلاء عليها والانطلاق بها إلى أعالي البحر، بحثا عن الشواطئ الإسبانية. وذكر صيادون من بلدية سيدي غيلاس، التي تضم أزيد من 120 مهني في القطاع، بأن نشاط الصيد تراجع بفعل التخوفات من ضياع عتادهم، خصوصا الأشخاص الذين عجزوا عن توفير مبالغ مالية مقابل ضمان الحراسة لممتلكاتهم، فيما قال آخرون إن الصيادين المقيمين على مقربة من شاطئ النخيل والشاطئ الغربي وشاطئ الرومانية، قاموا باقتناء عربات، لنقل قواربهم إلى منازلهم بعد العودة من رحلات الصيد، وهو ما شكل جهدا إضافيا أثقل كاهلهم. وحسبما أكدته مجموعة من حرفيي الصيد بالمنطقة الغربية، ل”الخبر”، فإن التخوفات زادت بعد اعتدال الأحوال الجوية البحرية، وتداول معلومات تفيد باستعداد 6 مجموعات من الشباب إلى الهجرة نحو أوروبا عبر قوارب تتم سرقتها وتزويدها بمحركات ذات قوة تتراوح ما بين 25 و40 حصانا، وهو ما يشكل خسائر كبيرة للصيادين، علما أن تكاليف القارب تفوق 24 مليون سنتيم، فيما لا تقل تكلفة المحرك من فئة 40 حصانا عن 59 مليون سنتيم. وأكدت مصادر أمنية ل”الخبر” بأن شاطئ “كبريرة” الذي يتوسط مدينتي شرشال وسيدي غيلاس، شهد مطلع الأسبوع الماضي، عملية هجرة غير شرعية بواسطة قارب مسروق، نفذها 4 شبان، تتراوح أعمارهم ما بين 20 و25 سنة ينحدرون من بلديتي سيدي غيلاس وحجرة النص، اصطحبوا معهم فتاة من بلدية الحسينية بولاية عين الدفلى تبلغ من العمر 20 سنة، وانطلقوا إلى السواحل الإسبانية، دون أن ترد عنهم أي أخبار، وهي العملية التي أعادت إلى الأذهان المغامرة التراجيدية التي نفذها 7 شبان، مقيمين بالبلديتين المذكورتين، قبل 5 سنوات، حينما قاموا بالاستيلاء على قارب صيد بحجم 10 أمتار كان راسيا بميناء ڤوراية وأبحروا به نحو الضفة الأوروبية، ولا يزال مصيرهم مجهولا لدى أهاليهم.