يسجل المنتخب الجزائري يوم الجمعة عودته لملعب 5 جويلية الأولمبي، بمناسبة “ودية” غينيا بعد انقطاع دام 37 شهرا، وسط تساؤلات كثيرة حول المدة التي سيمكث فيها “الخضر” بالملعب الأكبر بالجزائر، خاصة بعد القرار الذي اتخذته الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بغلق ملعب الشهيد مصطفى تشاكر بالبليدة لمدة شهر قصد تجهيزه للمواعيد المقبلة للتشكيلة الوطنية. ويعود آخر ظهور ل«الخضر” على ملعب 5 جويلية إلى تاريخ 9 سبتمبر 2012، بمناسبة ما كان مقررا أن يكون لها “احتفالية” الفاف بتاريخ تأسيسها الخمسين مع المباراة الودية التي ضمت تشكيلة المدرب وحيد حاليلوزيتش مع منتخب بلده البوسنة والهرسك، وهي الاحتفالية التي أضحت مهزلة وحديث العام والخاص، بسبب تحول أرضية الملعب إلى بركة كبيرة من الأوحال والطين في مشهد أساء كثيرا لسمعة وصورة المنتخب “المونديالي” ومسؤوليه. ويبدو أن رئيس الفاف لازال يحتفظ بصور وذكريات مواجهات البوسنة وقبلها صربيا ومباراة “الجزائر ضد الجزائر” ومشاهد الأرضية الكارثية للملعب الأولمبي، وهو الأمر الذي يجعله متحفظا جدا من الاستمرار والبقاء في الملعب الذي يسمى أيضا “مساحة الحقيقة”، بعد وديتي غينيا والسنغال، وهو الذي لم يكن أبدا راغبا في الخروج من ملعب الشهيد مصطفى تشاكر معقل انتصارات “الخضر” في السنوات القليلة الماضية لولا الضغوط التي فرضت عليه من قِبل وسائل الإعلام والمسؤولين في قطاع الشباب والرياضة، من أجل استغلال الملعب الأولمبي بعد الملايير التي استهلكها من أجل الظهور بحلة جديدة. ويقول مصدر مقرب من رئيس الفاف بأن هذا الأخير يروج لإشاعة “معاناة” أرضية ملعب 5 جويلية الجديدة من بعض الطفيليات والحشرات التي تهدد أرضية الميدان بالتلف، وهي الاستراتيجية نفسها التي انتهجها رئيس الرابطة، والذي قال إن هيئته سجلت بعض النقائص في ملعب 5 جويلية على مستوى الإنارة، رغم أن ظروف ملعب تشاكر لا تبدو أفضل تماما عما يوفره الملعب الأولمبي. وقد أوفد روراوة الخبير البرتغالي الذي يشرف على صيانة ميدان العشب الطبيعي للمركز التقني بسيدي موسى لملعب الشهيد مصطفى تشاكر، الذي أوصى بغلق الملعب شهرا على الأقل من أجل صيانة أرضيته التي تدهورت بشكل واضح (منذ رحيل حاليلوزيتش) وترميم غرف الملابس وتجهيزه تحسبا لموعد 17 نوفمبر المقبل تاريخ مواجهة الإياب من تصفيات مونديال روسيا 2018 أمام الفائز ما بين تنزانيا ومالاوي. وعلى ضوء هذا لن يحتفل الجمهور العاصمي مطولا بعودة المنتخب الوطني للملعب الذي يبقى شاهدا على أكبر إنجازات الكرة الجزائرية من ذهبيتي الألعاب المتوسطية والإفريقية وكأس أمم إفريقيا والكأس الأفروآسياوية، كما شهد مرور أكبر المنتخبات والنوادي العالمية مثل منتخب السامبا البرازيل وبايرن ميونيخ وجوفنتوس وريال مدريد.