يلتقي اليوم الجمعة في فيينا ممثلون عن الأطراف الرئيسية في الملف السوري وبينهم إيران والسعودية، أبرز قوتين متخاصمتين في المنطقة، وذلك لأول مرة لبحث فرص إيجاد تسوية سياسية للنزاع المستمر منذ أكثر من أربع سنوات في هذا البلد، إلا أنه لا يتوقع في المرحلة الراهنة التوصل إلى أي اتفاق حاسم حول مستقبل نظام الرئيس بشار الأسد لكن مجرد اجتماع أطراف لها مواقف شديدة التباين حول طاولة المفاوضات يعتبر بمثابة تقدم. وتشارك إيران حليفة نظام دمشق في محادثات فيينا، ما يعتبر منعطفا دبلوماسيا لافتا في الأزمة السورية ما يشكل مؤشرا إضافيا إلى عودة طهران إلى صفوف الأسرة الدولية بعد بضعة أشهر على توقيع اتفاق حول برنامجها النووي.
وبدأ الاجتماع على الساعة 9,30 (8,30 تغ) وسيشمل ما لا يقل عن 12 وزير خارجية من دول إقليمية وغربية مثل وزراء خارجية لبنان جبران باسيل ومصر سامح شكري وبريطانيا فيليب هاموند وفرنسا لوران فابيوس وألمانيا فرانك فالتر شتاينماير ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فديريكا موغيريني.
وكان لافروف الذي التقى كذلك الوزير الإيراني الخميس أعلن في موسكو قبل مغادرته إلى فيينا "تمكنا في النهاية من جمع كل الأطراف دون استثناء حول طاولة واحدة ، اللاعبين الرئيسيين (في الملف)، والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن وإيران ومصر ودول الخليج والعراق"، ومن غير المطروح في الوقت الحاضر مشاركة الحكومة السورية أو المعارضة في المحادثات.
وبعد وصوله الخميس إلى العاصمة النمساوية التقى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على حدة كلا من نظيريه الإيراني محمد جواد ظريف والروسي سيرغي لافروف اللذين يقدم بلداهما دعما ثابتا للنظام السوري في النزاع الذي أوقع أكثر من 250 ألف قتيل منذ 2011.
وقال كيري "حان الوقت لمنح إيران مكانا حول الطاولة" مؤكدا بذلك التحول في موقف الولاياتالمتحدة التي كانت حتى الآن معارضة لهذه الفكرة، ورأى كيري أن مفاوضات فيينا هي "أكبر فرصة واعدة أتيحت لنا حتى الآن. الفرصة التي تحمل أكبر قدر من الإمكانات لإيجاد أفق سياسي" ولو أن الولاياتالمتحدة لا تتوقع حلا فوريا.
وكان وزراء الخارجية الأمريكي والروسي والسعودي عادل الجبير والتركي فريدون سينيرلي أوغلو عقدوا جولة محادثات أولى الأسبوع الماضي في فيينا أبرزت إمكانية إجراء محادثات بين ممثلي الدول ذات المواقف المتباينة حول الملف السوري وقد التقى الوزراء الأربعة مجددا مساء الخميس.