انتقد رئيس جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، أمس، تصريحات زملاء له في تنسيقية الانتقال الديمقراطي وهيئة التشاور المعارضة، وقال إن “أصحابها انخدعوا بمضمون رسالة رئيس الجمهورية”، ودعاهم بالمناسبة إلى التراجع عن “إشادتهم بما ورد فيها”. وقال جاب الله، في كلمة ألقاها في افتتاح دورة عادية للمجلس الشوري لحزبه، بمقرها الوطني بالعاصمة، معقبا على رد فعل رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، على تضمين الرئيس بوتفليقة مطلب المعارضة بإنشاء آلية مستقلة لمراقبة الانتخابات ودسترها خلال عملية مراجعة الدستور المرتقبة، “أتأسف أن زملاء في تنسيقية الانتقال الديمقراطي وهيئة التشاور انخدعوا وباركوا دون معرفة تفاصيل الرسالة”، مقدرا بأن هذه الأخيرة جاءت “لإرباك المعارضة وشق صفها ومخادعة الشعب”. وأوضح جاب الله أن المعارضة تقترح إنشاء هيئة مستقلة للإشراف على الانتخابات وليس لمراقبتها، مضيفا أن “مراقبة الانتخابات حلقة ضمن مسار يبدأ من تطهير القوائم الانتخابية والتأكد من قانونية ملفات المترشحين، ومراقبة العملية الانتخابية والاقتراع، لتنتهي بإعلان النتائج”. وفي نفس السياق، هاجم جاب الله السلطة وقال إنها “تحاول إرشاء المعارضة التي نأمل أن تراجع مواقفها المتسرعة”. وبالنسبة إلى جاب الله، فإن رفقاء الشهداء “انقلبوا على العهد ونقضوا الوعد بإقامة دولة ديمقراطية واجتماعية ذات سيادة ضمن إطار المبادئ الإسلامية، واكتفوا بذكرهم تبادل القبلات والأكل فقط”، مؤكدا أن مثل ما ارتكبه الذين تعاقبوا على حكم الجزائر منذ الاستقلال وتحديدا مؤتمر طرابلس “عدوان على البعد الإسلامي”. وقبل ذلك، أشار المسؤول الحزبي أن “السلطة أقامت ديمقراطية مظهرية بدستور 1989 و1996 لأنه أرسى لتعددية حزبية شكلية والتحكم في خيارات الأحزاب وتقييدها”، فضلا عن “حشرها تحت رحمة الداخلية والرئاسة والأمن والجيش”. ولم يفوت رئيس جبهة العدالة والتنمية الفرصة ليعاتب وسائل الإعلام التي قال إنها “تمارس التطبيل وتزور الحقائق خدمة للسلطة”. أما فيما يتعلق بالبعد الاجتماعي في جزائر الاستقلال، فقد أوضح جاب الله أن “السلطة فشلت فشلا ذريعا في التوظيف الحسن لثروات وخيرات البلاد والاهتمام بالفئات الهشة من خلال سياسة أجور واقعية وعدالة في فرض الضرائب والرسوم”.