تتضارب تصريحات القاهرة وموسكو حول واقعة تحطم الطائرة الروسية بشمال سيناء، فقد أعلن، أمس، متحدث باسم الحكومة الروسية، أنه لا يمكن استبعاد الإرهاب من أسباب سقوط الطائرة، واستثنى حصول مشكلة تقنية أو خطأ في القيادة، بينما أكد مصدر في لجنة التحقيق المصرية أن الطائرة الروسية لم تتعرض لهجوم خارجي، ودعا الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إلى عدم استباق نتائج التحقيقات لتحديد أسباب تحطم الطائرة وترك الأمر للمختصين. تجري التحقيقات في مصر حول سقوط الطائرة الروسية في شمال سيناء على أعلى مستوى، بمشاركة خبراء من روسيا وفرنسا وهولندا، فقد عثرت فرق البحث العاملة في مكان سقوط الطائرة على 12 قطعة كبيرة من حطام الطائرة الروسية المنكوبة، وقال مسؤول طيران روسي إن الطائرة تحطمت في الجو، وأنه من السابق لأوانه استخلاص أي نتائج. وبعد مرور نحو 72 ساعة، مازال الغموض يحيط بسبب تحطم الطائرة حتى لو كانت الحكومتان المصرية والروسية تشككان في إعلان داعش مسؤوليته عن إسقاط الطائرة انتقاما من التدخل الروسي في سوريا، وتبقى التكهنات منحصرة بين عمل خارجي محتمل أو خطأ في القيادة أو مشكلة تقنية، أو عبوة ناسفة داخل الطائرة. وفي الأثناء، أكدت شركات طيران خليجية، الإماراتية والقطرية والبحرينية والكويتية أنها ستغير مسار رحلاتها كاحتياط أمني، إلى أن يصبح هناك وضوح أكثر بعد مقتل 224 شخص في تحطم طائرة روسية بالمنطقة السبت الماضي، بينما أشارت شركة “الاتحاد” للطيران في أبوظبي إلى أنها ستواصل الطيران فوق سيناء، لكنها ستتجنب مناطق معينة بناءً على نصيحة السلطات المصرية. وفي سياق منفصل، تبدأ اليوم في مصر فترة الدعاية الانتخابية لمرشحي المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب، التي تضم 13 محافظة، من بينها القاهرة وشبة جزيرة سيناء ومدن القناة، وتجرى عملية الاقتراع في الداخل يومي 22 و23 من الشهر الجاري. وتوقع الدكتور يسري العزباوي، رئيس برنامج النظام السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، زيادة نسبة المشاركة في التصويت مقارنة والمرحلة الأولى وأن تصل إلى 30%، وعلل ذلك قائلا في تصريح ل«الخبر”، “نسبة الإقبال في المرحلة الثانية ستكون أكبر، وذلك راجع للكثافة السكانية، حيث إنه من المعروف أن سكان الدلتا أكثر مشاركة في العملية الانتخابية، وعدد الأحزاب المشاركة أكبر من أحزاب المرحلة الأولى”. وقال العزباوي إن النتائج التي خرجت بها المرحلة الأولى من البرلمانيات غير متوقعة بالمرة، وأن المال السياسي لعب دورا كبيرا لحسم المقاعد للأحزاب السياسية، وأرجع أحد أهم أسباب عزوف الناخبين إلى التغطية والأداء الإعلامي الذي وصفه ب«السيئ للغاية”.