تتجه القوات السورية المدعومة من حزب الله ووحدات إيرانية إلى توجيه ضربة عسكرية بعد نجاحها في تحرير مدينتي “تدمر” و”القريتين”، وهو الإنجاز العسكري الذي تم بفضل تغطية جوية روسية ودعم لوجيستيكي، يفتح الباب لإحداث تغيير نوعي على مسرح العمليات العسكرية مع التركيز على منطقتي دير الزور والرقة، عاصمة وحاضنة تنظيم داعش، وتأمين الحدود مع لبنان والأردن قبل التوجه لحسم معركة حلب. يتزامن الزخم العسكري على الساحة السورية بتوفر مؤشرين هامين، الأول إعلان الجيش الإيراني أن قوات خاصة تابعة للواء 65 توجد حاليا بسوريا، كما سيتم إرسال عناصر من وحدات أخرى، حيث قال منسق القوات البرية في الجيش الإيراني، علي أراسته، إن عناصر القوات الخاصة التابعة للواء 65 المتواجدة بسوريا تؤدي دورا استشاريا، مضيفا أن إرسال العسكريين الإيرانيين إلى سوريا لا يقتصر على اللواء 65 بل سيتم إرسال عناصر من وحدات عسكرية أخرى. ومن المعلوم أن وحدات من الحرس الثوري وفيلق القدس الذي يتزعمه قاسم السليماني متواجدة في سوريا إلى جانب حزب الله، تدعم الوحدات العسكرية النظامية في مواجهة التنظيمات المسلحة للمعارضة بمختلف أطيافها وفصائلها. أما المؤشر الثاني فيتعلق بمواصلة روسيا ضمان التغطية الجوية وإرسال أسلحة وعتاد وتجهيزات وإعادة تسليح وعصرنة الطيران السوري بالخصوص، وإرسال طائرات مروحية من طراز “كا52” أليغاتور و”مي 8” و”مي 24” وهي الأسلحة التي تستخدم إلى جانب “سوخوي 25” لضمان التغطية الجوية للجيش السوري، هذا الأخير استفاد من اتفاق وقف إطلاق النار الموقع الشهر الماضي مع العديد من التنظيمات المسلحة المعارضة، لتحقيق مكاسب ميدانية ضد تنظيمي داعش وجبهة النصرة بالخصوص، هذه الأخيرة تلقت، أمس الأول، ضربة قاسية مع مقتل أبو فراس السوري الناطق باسم التنظيم بمنطقة إدلب شمال شرقي سوريا. وتكشف العمليات التي أطلقها الجيش السوري بدعم روسي مند بداية السنة، تركيزه على تأمين مناطق حيوية بداية بريف دمشق واللاذقية وتحرير الطرق الرئيسية، موازاة مع استكمال عمليات عسكرية لتأمين الشريط الحدودي مع تركياولبنان والأردن، حيث تسعى القوات المشتركة لتأمين مناطق القلمون الشرقي مع لبنان لتخفيف الضغط على حزب الله، موازاة مع جهد عسكري رئيسي شرقاً باتجاه السخنة، استكمالا بمنطقتي دير الزور والرقّة معقل تنظيم داعش، الذي بدأ بالفعل بعمليات جوية تحضيرية للطيران الروسي، علما أنه بسقوط القريتين تمكن الجيش السوري من إفشال مخطط داعش في العبور إلى السلسلة الشرقية اللبنانية، وفتح جبهات جديدة لتشتيت جهود الجيش السوري الذي يستفيد من الهدنة الموقعة بفضل اتفاق أمريكي روسي.