كشفت إسرائيل، أمس، أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عرض على الرئيس الفلسطيني محمود عباس إقامة دولة فلسطينية بتوسيع غزة جنوبا نحو سيناء بنقل 1600 كم2 منها للقطاع، ليصبح خمسة أضعاف مساحته اليوم، مع تراجع حل الدولتين. وقال الباحث الإسرائيلي والضابط السابق في سلاح الاستخبارات العسكرية إن السيسي عرض على أبو مازن أن تمنح مصر جزءاً من أراضي شبه جزيرة سيناء للفلسطينيين تكون محاذية لقطاع غزة وامتدادا له تساوي خمسة أضعاف المساحة الحالية للقطاع لتقام عليها الدولة الفلسطينية. وجاءت أقوال الضابط في مقال نشره موقع “نيوز ون الإخباري” العبري “أن المساحة التي عرضها السيسي على عباس تساوي 1600 كم2 على شكل مربع ملاصق لقطاع غزة، لتصبح المساحة الإجمالية لقطاع غزة بإضافة الأراضي الجديدة من سيناء دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على أن تكون منزوعة السلاح. وذكر الضابط السابق في سلاح الاستخبارات العسكرية أنه من المقرر أن يعود إلى هذه الدولة الفلسطينية بسيناء جميع اللاجئين الفلسطينيين من مخيمات الشتات في لبنان وسوريا. وإضافة الى الدولة الفلسطينية بمساحتها وأراضيها الجديدة، تبقى المدن الفلسطينية في الضفة الغربية تحت إدارة ذاتية فلسطينية كاملة، أي أن الفلسطينيين يديرون أمورهم المدنية بصورة مستقلة تماما. ومن الواضح أن خطة السيسي وفق الرواية الإسرائيلية تضمن لإسرائيل ليس فقط الاحتفاظ بالمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية والقدس، بل تمنحها الحق في تعزيز المشاريع الاستيطانية والتهويدية، على اعتبار أن قبول الفلسطينيين بالحكم الذاتي يعني تنازلهم عن الحق في السيادة على الأرض. ونوه ضابط الاستخبارات الصهيوني أن الأمريكيين موجودون في صلب النقاش حول هذه الخطة، بينما حصل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على تفاصيلها، قائلا “إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أو اللجنة الرباعية والاتحاد الأوروبي، وصولا إلى الإسرائيليين والفلسطينيين أنفسهم على قناعة بأن حل الدولتين آخذ في التراجع رويدا رويدا”، مضيفا أن “السياسيين من هذه الأطراف ويعلنون أن هذا الحل بات غير ممكن التطبيق وغير عملي، في ضوء التطورات التي تشهدها المنطقة”. ولفت ديفيد الأنظار إلى أن خطة مماثلة كان قد طرحها رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق، الجنرال جيورا أيلاند، قبل تسع سنوات كانت أكثر إيلاما لإسرائيل، لأنها تضمنت أن تتنازل إسرائيل لمصر عن أراض في النقب مقابل الأراضي التي ستتنازل عنها مصر في سيناء لصالح الدولة الفلسطينية. ولكن مصر رفضت الاقتراح جملة وتفصيلا آنذاك، ليعود الاقتراح ذاته اليوم ويعرضه الجانب المصري وليس سواه، وذلك على ذمة ضابط الاستخبارات الصهيوني الذي لم يذكر المصادر التي يستند إليها. يذكر أنه في عام 2014 بعد أسبوعين من توقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، عرض السيسي على عباس إقامة دولة فلسطينية في شمال سيناء تبلغ مساحتها خمسة أضعاف قطاع غزة، على أن يحصل الفلسطينيون في الضفة الغربية على حكم ذاتي فقط ويتنازل اللاجئون الفلسطينيون عن حق العودة. وآنذاك، نفت الخارجية المصرية والرئاسة الفلسطينية نفيا قاطعا ما أوردته وسائل إعلام حول عرض قدمه الرئيس عبد الفتاح السيسي للرئيس عباس، يقضي بتوسيع قطاع غزة من أراضي سيناء مقابل التنازل عن حدود 1967.