حقق كل من هيلاري كلينتون والمرشح الجمهوري دونالد ترامب فوزاً مهماً في الانتخابات التمهيدية في "الثلاثاء الكبير" للحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات الخمس شمال شرق الولاياتالمتحدة، وهو ما يعني ضمان تأييد أكبر عدد من المندوبين في حزبيهما، ما جعلهما يتقدمان على منافسيهما بفارق مريح. نتائج الانتخابات الجمهورية شكلت فشلاً ذريعاً للهجوم المضاد الذي تشنه القيادات الجمهورية على دونالد ترامب في الولايات الخمس المعنية ب"الثلاثاء الكبير" هذا، وقال ترامب متحدثاً في ردهة برج ترامب في نيويورك "اعتبر نفسي المرشح الطبيعي" للحزب الجمهوري مضيفا في تعليق على هزيمة خصميه "أنا الرابح، المسألة حسمت في ما يتعلق بي. لا يمكنهما الفوز".
وتنتقل المعركة الآن إلى ولايات أقل تأييدا لرجل الأعمال الثري، بدءاً بانديانا بعد أسبوع، والمهم بالنسبة لترامب ليس أن يفوز فقط في الانتخابات التمهيدية المتبقية، بل أن يفرض نفسه بنسبة عالية جداً في عمليات الاقتراع العشر المتبقية، حتى يبلغ غالبية 1237 مندوباً ويفوز بشكل حتمي بالترشيح الجمهوري قبل مؤتمر الحزب في جويلية في كليفلاند، ومن المتوقع أن يخرج من انتخابات الثلاثاء بما لا يقل عن 945 مندوباً بصورة إجمالية.
أما هيلاري كلينتون، فحققت بعد فوزها في 4 ولايات الثلاثاء تقدماً بات من شبه المستحيل على بيرني ساندرز التعويض عنه، إذ سيحتاج إلى الفوز بحوالي 85% من المندوبين المتبقين لتخطيها، وفي خطاب ألقته في فيلادلفيا بولاية بنسيلفانيا حيث يعقد الحزب الديموقراطي مؤتمره في جويلية، أظهرت كلينتون ثقة الفائزين لدى اعتلائها المنصة، وحرصت على مد يدها لناخبي ساندرز، وقالت "أهنئ السناتور ساندرز وملايين أنصاره، بفضلهم سنكسب التحدي حتى لا يعود هناك غموض مالي في السياسة، وللحد من التفاوتات"، وأضافت "سواء كنتم تؤيدون السناتور ساندرز أو تؤيدونني، فما يجمعنا أهم بكثير مما يقسمنا"، وأكدت المرشحة وبجانبها زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون "بدل أن ندعهم يعيدوننا إلى الخلف، نريد دفع أميركا إلى المستقبل".
وأقر ساندرز بأن فرصه باتت ضئيلة، لكنه تعهد بمواصلة السباق حتى النهاية، أو على الأقل حتى الانتخابات التمهيدية في كاليفورنيا في 7 جوان، الأهم خلال السنة من حيث عدد المندوبين، ولم يأت على ذكر أي نية في الانسحاب في كلمة ألقاها خلال مهرجان انتخابي في فيرجينيا الغربية.
وتخرج هيلاري كلينتون من انتخابات الثلاثاء بأكثر من ألفي مندوب مقابل حوالي 1300 لساندرز، من أصل 2383 مندوباً هي الغالبية المطلوبة لكسب ترشيح الحزب.
وسارع ترامب وكلينتون إلى تبادل انتقادات لاذعة، متوعداً كل منهما بهزيمة الآخر إذا فازا بالترشيح وتواجها في انتخابات الرئاسة التي ستجرى في 8 نوفمبر لانتخاب خلف للرئيس الديمقراطي باراك أوباما.
وأبلغ ترامب مؤتمراً صحفياً في ترامب تاور بنيويورك: "أعتقد أن كلينتون مرشح به عيوب وسيكون من السهل هزيمتها". وانتقد ترامب - الذي سيلقي كلمة عن السياسة الخارجية في واشنطن اليوم الأربعاء - سجل كلينتون أثناء عملها كوزيرة للخارجية وتصويتها لدعم حرب العراق عندما كانت عضوة بمجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك. وقال ترامب إن المزية الوحيدة لكلينتون هي أنها امرأة تسعى لأن تصبح أول رئيسة للولايات المتحدة. وأضاف: "بصراحة لو كانت هيلاري كلينتون رجلاً فإنني لا أعتقد أنها كانت ستحصل على 5% من الأصوات".
فيما هاجمت كلينتون في كلمة ألقتها في فيلادلفيا ترامب لاتهامه لها بمحاولة "اللعب بورقة المرأة".