فتاة ارتكبت الكثير من المعاصي، وتود التوبة قبل شهر رمضان، فبماذا تنصحونها؟ باب التوبة مفتوح لكل عباد الله وبخاصة المذنبين منهم، فالمعصية خطأ والتمادي فيها خطأ أكبر، والمعصية إثم يلقاه صاحبه بين يديه يوم يقف بين يدي الله، لا ينفعه مال ولا بنون. وعليه، نقول للسائلة الكريمة سارعي إلى مغفرة من ربك بالتوبة النصوح، مستغلة النفحات الربانية في هذا الشهر الكريم “فإن التائب من الذنب كمَن لا ذَنب له” رواه ابن ماجه وغيره وهو حديث حسن، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومن رحمة الله ورأفته بعباده أن تجاوز لهم عن أخطائهم متَى تابوا وصدقت منهم التوبة، بل زادهم أن يبدل سيئاتهم حسنات. وقال تعالى: {وَالذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النفْسَ التِي حَرمَ اللهُ إِلا بِالْحَق وَلاَ يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَل ذَلِكَ يَلْقَ أثَامًا * يُضَاعَف لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عملاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدلُ اللهُ سَيئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رحِيمًا} الفرقان:68-70. وأركان التوبة النصوح كما يلي: الإقلاع عن المعصية والبعد عن جوها وأصحابها وما يؤدي إليها. الندم على فعلها مع التمني لو أن مرتكب المعصية لم يفعلها. عقد العزم على عدم الرجوع إليها بإرادة قوية وثبات بنية الطاعة لله سبحانه وتعالى. تبرئة الذمة إن كانت المعصية في حق عبد من عباد الله، كرد المظلمة وإعادة الأموال إن كانت سرقة واستسماح صاحبه، فإننا ندعو له بالمغفرة والرحمة والخير عمومًا مع ذِكره بالخير حين يذكر في مجلس ما. ما حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان؟ لقد ورد في فضل ليلة النصف من شعبان ما رواه مُعاذ بن جبل رضي الله عنه مرفوعًا: “يطلع الله إلى جميع خَلقه ليلة النصف من شعبان فيَغفِر لجميع خَلقه، إلا لمُشرك أو مشاحن”. فالاحتفال بها يكون بالصيام كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل، وقد قال صلى الله عليه وسلم في ذِكر سبب صيامه لشهر شعبان: “وهو شهر ترفَع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفَع عملي وأنا صائم” أخرجه أحمد والنسائي. والله الموفق.