أصيب ستون مناصرا من وفاق سطيف و22 شرطيا، واحد منهم يوجد في حالة خطيرة، بملعب الثامن ماي 1945 بسطيف، ليلة أول أمس، بسبب اجتياح عديد من المناصرين لأرضية الميدان في الوقت بدل الضائع من مباراة الجولة الأولى لدور المجموعات لرابطة أبطال إفريقيا بين وفاق سطيف ونادي صن داونز من جنوب إفريقيا، بدافع التعبير عن سخطهم لخسارة الوفاق بأرضه بثنائية نظيفة. تحوّل تمثيل الوفاق للكرة الجزائرية، من جديد، في دور المجموعات لرابطة الأبطال الإفريقية، إلى فضيحة مدوّية، كون الحكم المالي، مامادو كايتا، اضطر إلى توقيف المباراة قبل نهايتها ببضع دقائق، بسبب أعمال العنف والشغب التي عمّت كل المدرّجات تقريبا واجتياح عديد من المناصرين لأرضية الميدان، بشكل صعّب من مهمّة رجال الأمن، وجعل هؤلاء يعانون بهدف إعادة الهدوء والنظام إلى الملعب. وعلاوة على الفضيحة التي سوّقتها تداعيات المباراة بسطيف لكل العالم في مشاهد مؤسفة لعنف لا مثيل له بملعب فريق مصنّف من كبار النوادي القارية وببلد أصبح منتخبه الأقوى قاريا بمنطق تصنيف “الفيفا”، فإن طرح القضية على لجنة الانضباط للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم بهذه الصورة السلبية، هو إهانة للكرة الجزائرية، وهي الصورة التي ستعيد إلى الأذهان كل مشاهد العنف في الملاعب الجزائرية، وسترسّخ في أذهان كل العالم بأن الجماهير الجزائرية والروح الرياضية، خطّان متوازيان لا يلتقيان أبدا. مصيره معلّق بتقرير حكم المباراة وفاق سطيف مُعرّض للإقصاء من رابطة الأبطال الإفريقية يتجه وفاق سطيف إلى مغادرة منافسة رابطة الأبطال الإفريقية، بسبب أعمال الشغب التي شهدها ملعب الثامن ماي 1945 وما تبعه من اجتياح لمناصرين لأرضية الميدان، خلال الوقت بدل الضائع من المباراة أمام نادي صن داونز من جنوب إفريقيا، برسم الجولة الأولى لدور المجموعات لرابطة أبطال إفريقيا. واستنادا إلى القوانين التي تسيّر منافسة رابطة الأبطال الإفريقية، فإن ما حدث في نهاية المباراة أول أمس، يُعرّض الفريق الجزائري إلى الإقصاء المباشر من المنافسة، كون المادة ال12 لقوانين رابطة الأبطال تشير في بندها الثالث إلى ذلك بشكل صريح، وتنص المادة “إذا اضطر الحكم إلى إنهاء المباراة قبل الموعد الرسمي لنهايتها بسبب اجتياح الأنصار لأرضية الميدان أو تسجيل اعتداء على الفريق المنافس، فإن الفريق المضيف سيخسر المباراة على البساط ويُقصى نهائيا من المنافسة”. وبالنظر إلى أن أحدث الشغب واجتياح أرضية الميدان حدثت في الوقت بدل الضائع، فإن مصير وفاق سطيف مرهون بتقرير حكم المباراة المالي مامادو كايتا الذي انتظر 12 دقيقة كاملة قبل أن يقرّر توقيف المباراة، كون قوانين “الكاف” تجعل تقرير الرسميين مهما في معالجة أي قضية من هذا النوع، حين يتم معالجتها من طرف لجنة الانضباط. وتُحمّل قوانين “الكاف” الأندية المضيفة كامل المسؤولية في أي تجاوزات من الجانب الأمني أو التنظيمي، وتشير المادة 82 بأن “تصرّف الأنصار يقع على مسؤولية الأندية المضيفة وهي (الأندية المضيفة) مسؤولة أيضا عن الجانب الأمني والتنظيمي للمباريات”، بينما تشير المادة 151 إلى أن “النوادي مطالبة باتخاذ كل الإجراءات المناسبة وتقدير المخاطر الناجمة عن تنظيم المباريات والمتعلقة باحتمال اجتياح الأنصار للميدان أو إلقاء الألعاب النارية أو المقذوفات أو الاعتداء على المنافسين أو الرسميين”. وتحدد المادة 100 الإجراءات العقابية في حال اجتياح الأنصار للميدان (دون التسبب في توقف المباراة)، وتتراوح بين الحرمان من الجماهير لمباراة واحدة أو عدة مباريات، فيمل تشير المادة 101 إلى العقوبة يُمكن أن تصل إلى حد اللّعب في ملعب محايد، وتشير كل مادة أيضا إلى الغرامات المالية المفروضة على النوادي (ما بين 5 آلاف إلى 10 آلاف دولار). أما في قضية الوفاق أمام صن داونز، فإن الأمر يتعلّق باجتياح لأرضية الميدان دفع بالحكم إلى توقيف المباراة قبل انتهاء وقتها القانوني، ما ينجرّ عنه عقوبات صارمة تحددها المادة 12 البند الثالث لقانون رابطة الأبطال، وتتحدث صراحة عن إعلان الفريق المضيف خاسرا على البساط للمباراة وإقصائه من المنافسة، إلى جانب فرض عقوبات أخرى مدرجة في قانون العقوبات. ولا يُمكن للوفاق النجاة من مقصلة الإقصاء المباشر من رابطة الأبطال، إلا في حال تدوين الحكم بأنه أعلن عن انتهاء المباراة في وقتها القانوني وليس توقيفها بسبب اجتياح الأنصار، حتى يتم تسليط عقوبات الحرمان من الجمهور على الفريق الجزائري وليس الإقصاء النهائي من المنافسة.