قصفت طائرات أمريكية أهدافا لتنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا يوم أمس الاثنين استجابة لطلب من الحكومة الليبية المدعومة من الأممالمتحدة للمساعدة في طرد المسلحين من معقلهم السابق في مدينة سرت. وقال رئيس الوزراء الليبي فائز السراج في بيان بثه التلفزيون الرسمي "بالفعل فقد بدأت أولى هذه الضربات هذا اليوم علي مواقع محددة في مدينة سرت محدثة خسائر فادحة في صفوف العدو وآلياته"، وقال المتحدث باسم البنتاجون بيتر كوك إن الضربات ليس لها "نقطة نهاية في هذا التوقيت تحديدا".
وتقاتل قوات متحالفة مع السراج تنظيم الدولة في سرت منذ شهر ماي.
كان التنظيم قد سيطر على المدينة الواقعة على ساحل البحر المتوسط بالكامل في العام الماضي وحولها إلى أهم قاعدة له خارج سورياالعراق لكنه محاصر حاليا في مساحة لا تتجاوز بضعة كيلومترات بوسط المدينة حيث لا يزال يسيطر على عدة مواقع استراتيجية منها الجامعة والمستشفى الرئيسي وقاعة واجادوجو للمؤتمرات.
وأقرت الولاياتالمتحدة بتنفيذ عدة ضربات جوية في ليبيا من قبل واستهدف آخرها معسكر تدريب للتنظيم في مدينة صبراتة في غرب البلاد في فيفري.
وقال السراج في بيانه إن رئاسة حكومته قررت "تفعيل مشاركتنا" في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
وأضاف "قرر المجلس الرئاسي بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي طلب دعم مباشر من الولاياتالمتحدةالأمريكية لتوجيه ضربات جوية محددة لمعاقل تنظيم داعش في مدينة سرت وضواحيها وبالتنسيق المباشر مع المجلس الرئاسي وقيادة غرفة العمليات"، وتابع يقول "أود بهذه المناسبة التأكيد بما لا يدعو إلى الشك بأن العمليات في هذه المرحلة تأتي في إطار زمني محدد ولن تتجاوز مدينة سرت وضواحيها"، وقال السراج إن الدعم الدولي على الأرض سيقتصر على المساعدة الفنية واللوجستية.
وقال كوك إن الضربات التي أجاز الرئيس باراك أوباما تنفيذها أصابت دبابة تابعة لتنظيم الدولة ومركبتين كانتا تشكلان تهديدا للقوات المتحالفة مع حكومة الوفاق الوطني. وأضاف كوك أنه سيجري في المستقبل تنسيق كل ضربة منفردة مع حكومة الوفاق وستحتاج إلى موافقة قائد القوات الأمريكية في أفريقيا.
وهذه هي الضربة الجوية الثالثة للولايات المتحدة ضد مسلحي الدولة الإسلامية في ليبيا، لكن مسؤولين أمريكيين قالوا إن هذه الضربة مثلت بداية لحملة عسكرية مستمرة وليس غارة معزولة أخرى.
وتابع كوك "القوات المتحالفة مع حكومة الوفاق الوطني نجحت في استعادة أراض من تنظيم الدولة الإسلامية حول سرت حتى الآن وستواصل الولاياتالمتحدة استهداف التنظيم بضربات جوية إضافية في سرت لتمكين حكومة الوفاق الوطني من تحقيق تقدم حاسم واستراتيجي".
وقال البيت الأبيض إن المساعدة الأمريكية لليبيا ستقتصر على الضربات الجوية وتبادل المعلومات.
وذكر المتحدث باسم البيت الأبيض إريك شولتز للصحفيين على متن طائرة الرئاسة يومأمس الاثنين "هناك قدرات فريدة يمكن لجيشنا أن يوفرها لدعم القوات على الأرض وهذا ما أراد الرئيس فعله"، وأضاف كوك أن الغارات الجوية يوم الاثنين استهدفت موقع دبابة وسيارتين للتنظيم كانت تشكل تهديدا لقوات حكومة الوفاق الوطني.
ويقدر مسؤولون أمريكيون وليبيون أنه لا يزال في سرت عدة مئات من مقاتلي التنظيم.
وتقدمت كتائب تتشكل بالأساس من مسلحين من مدينة مصراتة نحو سرت في ماي لكن تقدمهم تباطأ بسبب القناصة والألغام والشراك الخداعية.
وشكت هذه القوات من بطء الدعم من الحكومة في طرابلس والقوى الخارجية، وقتل ما لا يقل عن 350 مقاتلا من هذه القوات وأصيب أكثر من 1500 في هذه الحملة.
ودأبت الطائرات الليبية المقاتلة على قصف سرت لكنها تفتقر إلى الأسلحة والتكنولوجيا لتوجيه ضربات دقيقة.
واستغل تنظيم الدولة الإسلامية الفوضى السياسية والفراغ الأمني للبدء في توسيع وجوده في ليبيا عام 2014، وسيطر على نحو 250 كيلومترا من خط الساحل المنخفض الكثافة السكانية في سرت غير أنه واجه صعوبة في كسب الدعم أو الاحتفاظ بالأراضي التي يسيطر عليها في أماكن أخرى في البلاد.