شن المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، الاثنين، هجوما لاذعا على المملكة العربية السعودية، واتهم حكامها بأنهم لا يعرفون الله وعديمو الضمير، ودعا المسلمين إلى التفكير جديا بإدارة الحرمين الشريفين، حسبما نقلت عنه وكالة "تسنيم" الإيرانية. وفي كلمة وجهها إلى حجاج بيت الله الحرام، قال خامنئي، إن "الحكام السعوديين الذين صدّوا هذه السنة عن سبيل الله والمسجد الحرام، وسدّوا الطريق عن بيت الحبيب، على الحجاج الإيرانيين الغيارى المؤمنين. هم ضالون مخزيّون يعتبرون بقاءهم على عرش السلطة الظالمة رهنا بالدفاع عن مستكبري العالم، وبالتحالف مع الصهيونية وأمريكا، وبالسعي لتحقيق مطالبهم، ولا يتورّعون في هذا السبيل عن أي خيانة".
وأضاف: "تمضي اليوم قرابة السنة على أحداث منى المدهشة، التي قضى فيها عدة آلاف نحبهم مظلومين في يوم العيد، وبثياب الإحرام، تحت الشمس، وبشفاه ظامئة. وقبل ذلك بفترة وجيزة تضرّج عددٌ من الناس في المسجد الحرام بدمائهم وهم في حال عبادة وطواف وصلاة. الحكام السعوديون مقصّرون في كلا الحادثتين، و هذا شيء أجمع عليه كل الحاضرين والمراقبين والمحللين التقنيين".
من جهته رد الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي على الاتهامات الايرانية، مؤكدا أن بلاده ومنذ تأسيسها تعمل على خدمة الحرمين الشريفين، ورعاية قاصديهما، وتوفير كافة متطلبات أداء هذه الرسالة العظيمة بما يرضي الله سبحانه وتعالى أولاً، ويمكن بالتالي ضيوف الرحمن من تحقيق غايتهم في أداء شعائرهم بكل سهولة وأمان. وشدد على أنه لجهة الحجاج الإيرانيين فإن طهران هي التي منعت قدومهم، وسيست الحج.
وأضاف في تصريح صحافي، الاثنين، في ختام رعايته لحفل استعراض قوات أمن الحج المشاركة في تنفيذ الخطة العامة لموسم حج هذا العام 1437، أن المملكة تتعامل مع هذا الموسم العظيم بكافة طاقاتها وإمكاناتها، وتعمل على توفير الأمن والسلامة للحجاج وفق ما هو معمول به كل عام، وتضع في الحسبان كافة الأوضاع الأمنية، وتتعامل معها وفق خطط أمنية ووقائية وتنظيمية مسبقة الإعداد ومحكمة التنفيذ.
وفي معرض إجابته عن بعض ما تروج له وسائل إعلام إيرانية لجهة إلقاء اللائمة على المملكة في عدم تمكين الحجاج الإيرانيين من أداء الحج لهذا العام، أكد أن "ما تثيره وسائل الإعلام الإيرانية وبعض المسؤولين الإيرانيين لا يستند إلى المصداقية والموضوعية، وهم يعلمون قبل غيرهم أن المملكة قدمت للحجاج الإيرانيين كبقية حجاج بيت الله الحرام كل التسهيلات، إلا أنه في حج هذا العام تقدمت بعثة الحج الإيرانية بمطالبات تخالف مقاصد الحج وما تلتزم به بقية بعثات الحج الأخرى، وتعرض أمن الحج والحجاج بمن فيهم الحجاج الإيرانيون للخطر، وتخالف كذلك قدسية المكان والزمان".
وأوضح أن المملكة لا تسمح بأي حال من الأحوال بوقوع ما يخالف شعائر الحج ويعكر الأمن ويؤثر على حياة الحجاج وسلامتهم من قبل إيران أو غير إيران، والجهات الإيرانية هي التي لا ترغب في قدوم الحجاج الإيرانيين لأسباب تخص الإيرانيين أنفسهم في إطار سعيهم لتسييس الحج وتحويله لشعارات تخالف تعاليم الإسلام وتخل بأمن الحج والحجيج، وهو أمر لا نقبله ولا نرضى بوقوعه، ونقف بحزم وقوة ضد من يعمل على الإخلال بالأمن في الحج.