تولي جمال ولد عباس 82 سنة ، منصب الأمين خلفا لعمار سعداني المستقيل ، وبموجب هذا القرار سيستمر ولد عباس في منصبه حسب مصادر من الحزب إلى غاية مؤتمر جديد للحزب.. وفضلت السلطة حسبما يبدو تفعيل أليه انتخاب خليفة لسعداني على عجل بدل آلية الأكبر سنا ، وعقد دورة استثنائية جديدة للجنة المركزية. و يتولى نائب رئيس مجلس الأمة في الفترة المقبلة عملية تطبيع أوضاع الحزب في ظل الحديث عن إمكانية تنظيم مؤتمر بعد الانتخابات التشريعية ل لملمة شمل الحزب. وتحتاج السلطة لتهدئة الأوضاع في الحزب قبل إجراء الانتخابات التشريعية وتوفير الأجواء لقيادة حملة هادئة ، وتغيير صورة حزب أصبح يشكل تحديا امنيا للدولة بسبب الصراعات والمواجهات التي تشهدها القواعد منذ أكثر من عشرية، من الزمن. و تطرح تساؤلات الآن عن مصير "الإصلاحات " التي ادخلها سعداني على الحزب ، وخصوصا عملية هيكلة المحافظات واستحداث محافظات جديدة. كما تطرح تساؤلات حول مصير هياكل الحزب في البرلمان ، ففيما رفض سعداني تغيير الهياكل ، وفرض مؤخرا عضوا في مكتب المجلس، وهو مقعد كان يجب أن يعود لواحدة من برلمانيات الحزب ، يأمل أعضاء في المجموعة البرلمانية لحزب جبهة التحرير أن تتم في غضون في قادم الأيام إعادة انتخابات ممثلي الحزب في هياكل المجلس، وإبعاد المحسوبين على سعداني في المكتب المجلس واللجان ، غير أن عامل الوقت وقصر الفترة المتاحة للقيام لعملية التجديد مع بداء دراسة البرلمان لنصوص قانونية حساسة في مقدمتها قانون المالية. ولا تتوقف التساؤلات عند مصير أنصار سعداني على مستوى البرلمان، بل يمتد الأمر إلى الشبكات "الخلفية" التي وضعت له خارطة طريق بعيدا عن الرئاسة، و فريق الوزراء والنخب التي كانت توفر له الأموال . وتعرض بعض رموز السلطة في الساعات الماضي لاتهامات بالخيانة لتخليهم عن سعداني ، وصدرت الاتهامات في حق رئيس أركان الجيش على وجه الخصوص.