لقن المنتخب المصري، كل المنتخبات المشاركة في دورة الغابون ، بما فيها الجزائر ، درسا كرويا ، سيبقى يضرب به المثال في السنوات القادمة ، بفعل إعتماده على تعداد معظمه من المحليين الذين ينشطون في بطولة مضطربة دون حضور الجمهور، بالنظر إلى الاوضاع الامنية غير المستقرة في مصر. لا الربيع العربي ولا الخريف ولا الشتاء ولا المشاكل الداخلية التي يتخبط فيها الشعب المصري الممنوع من رؤية مباريات البطولة المصرية بجميع اقسامها، أوقف زحف منتخب " الفراعنة " من الوصول إلى المحطة النهائية لدورة الغابون، وهي المحطة التي وصلها بتعداد أغلبيته من اللاعبين المحليين الذين يلعبون دون محفزات بسيكولوجية ونعني بها الجمهور الغائب عن المقابلات المصرية بالنظر للأحداث المؤسفة التي عرفتها بعض الملاعب ، إلى غرار ما حدث في بورسعيد .
الحارس المتألق عصام الحضري حارس وادي دقلة المصري وعلي مسعد وإبراهيم جاد وطارق أحمد و عبد الله بخيت من الزمالك المصري وثنائي الاهلي المصري أحمد حجازي وأحمد إبراهيم ، كلهم لاعبين ينشطون في البطولة المحلية المصرية، غير أن كل هؤلاء اللاعبين فوق أرضية الميدان يظهرون وكأنهم يلعبون في أكبر الاندية الاروبية، بالنظر إلى إمكاناتهم الفنية والبدنية الهائلة ، هذا ناهيك عن روحهم القتالية التي تذكرنا دوما بما قاله الأسطورة المصرية رأفت الهجان حينما كان جاسوسا في إسرائيل لتخفيف الضغط عليه "من أجلك يا مصر كل شيء يهون ."
جملة رأفت الهجان شاهدناه و لمسناه في مباريات المنتخب المصري سواء في دور المجموعات و لا سيما أمام المنتخب الغاني وفي الدور ربع النهائي أمام أسود الأطلس و كذا في نصف النهائي أمام خيول بوركينافاسو .
تأطير هؤلاء اللاعبين المحليين، بلاعبين ينشطون في مختلف البطولات الاروبية من أمثال صلاح لاعب روما الايطالي و أحمد عيسى لاعب هال سيتي الانجليزي وحتى النيني لاعب أرسنال الانجليزي المصاب و محمود حسن لاعب موسكرون البلجيكي ، أعطى للمنتخب المصري قوة إضافية مكنته من الوصل إلى المحطة النهائية بجدارة .
طموح المنتخب المصري لن يتوقف عند وصوله إلى المحطة النهائية لدورة الغابون ، بل سيسعى جاهدا لعدم تفويت الفرصة وإنتزاع النجمة الثامنة التي ستجعلى في مأمن من المنافسة على الالقاب.