يرفع الستار هذا السبت عن نهائيات كأس الأمم الإفريقية بغينيا الإستوائية والغابون التي سيغيب عنها أقوى منتخبات القارة السمراء التي لم تتمكن من حجز بطاقة التأهل إلى كان »2012« يتقدمها المنتخب الوطني الجزائري العائد منذ شهور من المونديال الإفريقي بعدما تألق كثيرا في نهائيات أنغولا 2010. وسيكون من دون شك الجمهور الرياضي جد متأثرا بهذا الغياب في متابعته لأطوار المنافسة القارية من دون مشاهدة ممثلينا في هذا العرس الإفريقي وبنبرة كلها حسرة وتذمر تحدث التقنيون من مدربين ولاعبين سابقين عن إستيائهم الشديد لغياب مونديالو الخضر عن هذه التظاهرة التي من دون شك ستفقد نكهتها ذلك لغياب أيضا عن هذا الموعد عمالقة اللعبة الذين لم يحالفهم الحظ في اجتياز عتبة التصفيات بسلام على غرار نيجيريا، الكاميرون ومصر وبالمقابل ستكون الأنظار مشدودة صوب منتخبات كوت ديفوار، غانا، المغرب وتونس باعتبارها المرشحة للتنافس على اللقب مع إمكانية حدوث مفاجآت مدوية من لدن المنتخبات الصغيرة الطموحة. لا يقتصر غياب المنتخبات الكبيرة عن الطبعة ال27 لكأس إفريقيا للأمم بغينيا الإستوائية والغابون فحسب وإنما يشمل الأمر كذلك تخلف كوكبة من كبار اللاعبين العالميين الذين ينتمون للفرق الغائبة والذين ينشطون في النوادي العملاقة على الساحة العالمية ولعل أبرزهم هداف برشلونة والأنتير سابقا وصاحب الكرات الذهبية العديدة الكاميروني صامويل إيتو الذي سيغيب عن هذه التظاهرة القارية نتيجة عدم مشاركة فريقه فيها بسبب إقصائه في التصفيات. وحتى ولو كان منتخبه قد تأهل إلى هذه النهائيات فإن صامويل إيتو كان حتما سيغيب عنها بفعل معاقبته من طرف الإتحاد الكاميروني على خلفية تحريضه لزملائه على عدم الرحيل إلى الجزائر لمواجهة الخضر في شهر نوفمبر الفارط. وعليه فإن غياب لاعب من الحجم الثقيل عن هذه الدورة على شاكلة إيتو من شأنه أن يفقد المنافسة نكهتها وميزتها وقد تصير بطولة بدون طعم، لأن مثل هؤلاء اللاعبين بمقدورهم إنجاح الموعد القاري من خلال مشاركتهم في وغيابهم سيقلل حتما من عدد المتتبعين لها. كما أن غياب منتخب نيجيريا سيكون هو الآخر مؤثرا جدا على نجاح دورة غينيا الإستوائية والغابون لما لها من عناصر لامعة تنشط في شتى البطولات الأوروبية والتي ستغيب عن الحفل القاري بسبب إقصاء منتخبها في الدور التمهيدي من ذلك نجد اللاعب أوتشي الذي ينشط في الدوري الإسباني المحترف، والذي يعد أحد العناصر البارزة رفقة المهاجم السابق فولسبورغ الألماني مارتينز، الذي سبق له الدفاع على ألوان إنتير ميلانو الإيطالي وتاي تيو مدافع ميلانو يلعبون في الدوري الهولندي والإنجليزي. ولو أن تشكيلة النسور الخضراء تغيرت بنسبة كبيرة حيث طغى عليها عنصر التشبيب، وهي في طور التكوين بعدما تخلّت الإتحادية النيجيرية عن قدماء اللاعبين واستنجدت بالعناصر الشابة التي تنشط بالخصوص في البطولا الأوروبية لكن غيابها عن الموعد القاري من شأنه أن يفقد من نكهة هذه النهائيات لأن غياب الكاميرون ونيجيريا لهو أكبر فاجعة لهذه الطبعة. لا يختلف إثنان في أن المنتخب المصري يعد عملاق الكرة الإفريقية واحد روادها ونتائجه في مختلف الدورات تؤكد صحة هذا الكلام، فهذا المنتخب صنع إنجازات قارية لم يحققها أي فريق آخر بل يصعب على أي منتخب أن يكرر نفس سيناريو الذي حققه الفراعنة. والغريب في الأمر أن المصريين حققوا كل هذه الألقاب بتعداد غالبية من العناصر المحلية التي تنشط في البطولة المصرية، والأكيد أن كل متتبع للمنافسة القارية يكون قد إندهش لإقصاء مصر من التأهل لدورة غينيا الإستوائية والغابون، كيف لا وهو المنتخب الذي شارك تقريبا في كل الطبعات بل الأدهى وأمر أنه صاحب التاج الإفريقي الأخير في أنغولا ومن المفروض أن يشارك في هذه الطبعة ليدافع عن لقبه، غير أن لأسباب خارجة عن الإطار الرياضي ساهمت بشكل كبير في إنخفاض معنويات اللاعبين كانت الفيصل في عدم تألقهم في الأدوار التمهيدية فأقصيوا من التأهل وبسبب ذلك سيغيب كوكبة من نجوم هذا المنتخب المعروفة على الساحة القارية منها الحارس الكهل عصام الحضري وأحمد حسن قائد الفريق، وعبد ربه وشيكيبالا وزيدان ووائل جمعة وعماد متعب ولاعبين آخرين مما ذاع صيتهم سواء مع منتخب مصر أم رفقة النوادي المحلية والأوروبية التي ينشطون فيها ولعل أكبر غياب من المنتخب المصري في هذه المنافسة هو أبو تريكة الذي يكون قد علق حذائه مع المنتخب المصري شأنه شأن ميدو بسبب انخفاض مستواهما الأمر الذي جعل الطاقم الفني للمنتخب يستغني عن خدماتهما. أكيد أن عدم حضور النخبة الوطنية في هذه الدورة انعكس سلبا على الأوساط الرياضية بالجزائر وعن القارة لا لشيء سوى لأن غياب المنتخب الوطني عن الموعد سيكون بالضرورة غياب بعض العناصر المحترفة المعروفة على الساحة الأوروبية والإفريقية عن منافسة تعتبر تجمعا غير مباشرا لنجوم إفريقيا. إذ ما يؤسف له حقا عدم رؤية لاعب مثل عبد المجيد بوڤرة في النهائيات وهو من بين أقوى المدافعين في القارة وسبق له وأن أوقف هداف إنجلترا ومانشيستر يونايتد واين روني ولا يختلف مستواه عن بقية مستوى المدافعين الأفارقة، وإضافة إلى بوڤرة فإن المشاهدين سيحرمون من مشاهدة النجم الجديد لأسي ميلانو جمال مصباح الذي يعد الأفضل في إفريقيا في منصبه على الجهة اليسرى، ومن المؤسف أن يغيب هذا النجم الصاعد عن هذا الموعد شأنه شأن أحد أبرز متوسطي الميدان في الدوري الإسباني والأمر يتعلق بلاعب خيتافي مدحي لحسن الذي يتألق بشكل كبير عع فريق العاصمة مدريد، فضلا عن هداف أيك أثينا اليوناني رفيق جبور ونجم سوشو الفرنسي صاحب الكرة الذهبية الجزائرية رياض بودبوز الى جانب الوجه الجديد للمنتخب ولاعب فالنسيا الإسباني سفيان فيغولي وهي عناصر وغيرها من التي لها من السمعة من يخول لها أن تزيد في نجاح الموعد القاري لو شاركت فيه. أما غيابها فإنه حتما سيكون خسارة لها لنهائيات كأس أمم إفريقيا بغينيا الإستوائية والغابون.