الحصول على وظيفة أستاذ صار آخر أمل لمئات الآلاف من الشباب خريجي الجامعات، خاصة في ظل تجميد التوظيف في أغلب القطاعات الأخرى، وهو ما جعل المدرجين في القوائم الاحتياطية لمسابقة أفريل 2016 يتنقلون إلى مديريات التربية، منذ صباح أمس الأحد، ويتجمهرون أمامها للاستفسار عن أرقامهم وموقعهم من القوائم، بالموازاة مع انطلاق عملية استدعاء آخر دفعة منهم. عملية استدعاء الاحتياطيين التي ينتظر أن تكون الأخيرة قبل تنظيم مسابقة أخرى في 29 جوان المقبل، انطلقت أمس الأحد وينتظر أن تستمر إلى غاية ال17 من الشهر الجاري بالنسبة للمدرجين في القوائم المحلية، قبل أن تنطلق عملية استدعاء القوائم الوطنية بداية من 18 أفريل إلى غاية 27 من نفس الشهر. وعليه، لم يكتف الاحتياطيون بالاطلاع على القوائم التي نشرتها أغلب مديريات التربية عبر مواقعها الإلكترونية، ولم ينتظروا استدعاءهم عبر البريد الإلكتروني والهاتف، والرسائل النصية القصيرة، ولكنهم تنقلوا إلى مديريات التربية، حتى "لا يُظلموا" ولا "يعمد المسؤولون المحليون إلى إسقاط أسمائهم من القوائم بدعوى عدم استجابتهم للاستدعاء". مثلما علق أحد المعنيين الذي كان ينتظر أمام مديرية التربية غرب لانتظار أي معلومة، في حين تساءل آخرون عما اعتبروه "ظلما" بعدما اطلعوا على معدلات أدنى من معدلاتهم، ومع ذلك وظفوا في ولايات أخرى، غير أن هذا الأمر يمكن أن يحدث باختلاف التخصصات والولايات. وعاشت، أمس، مديرية التربية لولاية بومرداس أوضاعا غير عادية، حيث اصطف العديد من المترشحين أمام مقر المديرية للحصول على استدعاءات التوظيف كأستاذ في مختلف الأطوار. وانتقد العديد منهم طريقة الاستدعاء التي، حسبهم، "لم تتم بالطرق القانونية"، حيث لم يتم استدعاء عدد من المترشحين بالرغم من أن لهم الحق في الاستدعاء والتوظيف في المناصب المفتوحة وطالبوا بالتحقيق في القضية. من جهتها مديرية التربية لولاية بومرداس أوضحت أن العملية تجري بكل شفافية، وعلى المترشحين التأكد بأنفسهم، إما بالتقدم إلى مقر المديرية أو عبر الموقع الإلكتروني للمديرية، مضيفة أن الاستدعاءات متواصلة. كما تجمع، أمس، الأساتذة الاحتياطيون أمام مقر مديرية التربية بعنابة، حيث طالبوا بالتوظيف حتى آخر اسم في القائمة وفي جميع الأطوار، وأكدوا على وجود 1400 احتياطي لم يتم استدعاؤهم، على الرغم من التطمينات التي طالما أطلقتها الوزارة الوصية بتوظيفهم جميعا. وتساءل هؤلاء المحتجين عن سبب عدم استدعائهم، على الرغم من وجود زملاء لهم تحصلوا على معدلات أدنى منهم في ولايات أخرى وتم توظيفهم، مؤكدين على ضرورة تطبيق محتوى المنشور الوزاري المتضمن توظيف جميع الاحتياطيين قبل 31 ديسمبر 2016. وأضافوا أن مديرية التربية تطلعهم بشكل دوري عن طريق موقع الفايسبوك بالتحيين الآني لعدد الاحتياطيين الذين ستتم دعوتهم، مؤكدين أن الإفراج عن جميع ملفات المتقاعدين سيمكنهم جميعا من التوظيف. من جانبهم احتج، أمس، عدد من الأساتذة الاحتياطيين في مسابقة توظيف قطاع التربية لسنة 2016 بقسنطينة، في مادة اللغة العربية للصف الابتدائي، بالقرب من مديرية التربية للولاية، حيث طالبوا الوزيرة بتوزيع المناصب المتوفرة مستقبلا عليهم قبل فتح أو الإعلان عن أي مسابقة وطنية جديدة. واستنكر المعنيون فتح مسابقة توظيف جديدة شهر جوان القادم، حيث أكدوا أن هذا القرار سيحرمهم من العمل، بعد أن كانوا ينتظرون شغور مئات المناصب بالولاية لاستدعائهم، وذكروا أنهم سيضطرون للخضوع مجددا للمسابقة التي قالوا إن حظوظهم فيها غير واضحة، علما أن معدلاتهم التي فازوا بها كانت ما بين 11 إلى 13 من 20.