"حرارة" ولّدتها درجة الوعي لدى شباب سانتوجان، وإرادة غذّتها صفحات التواصل الاجتماعي المهتمة بشؤون البلدية، والأهم من ذلك كله كان السوء الذي حز في نفوس الساكنة من الوضعية الكارثية التي تخبطت فيها بلدية بولوغين لسنوات طوال.. هي العوامل الأساسية التي أخرجت المجتمع المدني "الحقّ" لإحداث تغيير جذري في نمط المعيشة وإعطاء وجه جديد لهذه البلدية الساحلية الساحرة، بعد إطلاق حملة تطهير وتهيئة واسعة استحقت فعلا الإشادة والتشجيع. وكان في حلول الشهر الفضيل مناسبة استغلها أبناء بولوغين أيما استغلال للقضاء على العديد من النقاط السوداء التي كانت تشوّه المنظر العام لأحيائهم، حيث لبوا نداء صفحات التواصل الاجتماعي التي أطلقت حملة تحسيسية على فايسبوك، تحت شعار "نقّي حومتك"، "فما كان منا سوى الخروج والمساهمة كل حسب مقدوره، بالجهد والمال والتشجيع والدعاء، في جو كله تضامن، ومرح"، يقول أحد شباب المنطقة. مدرسة الطيب العقبي الابتدائية بوجه جديد الحملة التي نظمها، دعا لها، وفر لها، وشارك فيها أبناء الحي، في ظل غياب مصالح البلدية عن الساحة حسب محدثي "الخبر"، لم تشمل الأحياء فقط وإنما طالت العديد من المرافق العمومية، على غرار مدرسة الطيب العقبي الإبتدائية، والساحة العمومية، ومواقف للحافلات، حيث تطوع الشباب بإمكانياتهم ومالهم الخاص ليوفروا به مستلزمات التنظيف، الطلاء، والتزيين وحتى التشجير، حرصا منهم على إعطاء وجه جديد يليق بسانتوجان العريقة.
مؤسستي "نات كوم" و"آسروت" تستجيبان للنداء
مؤسستي النظافة والتطهير"نات كوم"، و"آسروت" من جهتهما، استجابتا للنداءات التي أطلقها سكان بولوغين عبر صفحات الفايسبوك، حيث قامت مصالح آسروت بولوغين بتزفيت الممرات غير النافذة بنهج زيار عبد القادر، في حين زودت "نات كوم" الأحياء الرئيسية بالعديد من سلات المهملات من الحجمين، وشاحنات صغيرة لرفع القمامة من المسالك الضيقة، إضافة إلى مرافقة التوقيت الذي اتفق عليه كل سكان المنطقة بخصوص إخراج النفايات، والذي حدد بعد صلاة المغرب، حتى يتسنى لعمال النظافة جمعها تفاديا لتراكم القمامة في جميع مراحل اليوم، والجميل في الأمر حسب محدثي "الخبر" هو أن جميع المواطنين كانوا على قدر كبير من الوعي والمسؤولية، حيث التزموا بالقاعدة ولم تخرج أية قمامة قبل الوقت المحدد لإخراجها وهو بمثابة نجاح حقيقي لحملة "نقّي حومتك". الفكرة تنتقل إلى شباب البلديات المجاورة إن الحملة التي أطلقتها صفحات التواصل الاجتماعي ببلدية بولوغين، انتقلت عدواها إلى بعض شباب عدد من أحياء البلديات المجاورة، حيث شهدت بعض أحياء بلدية القصبة العتيقة عملية تطهير واسعة، إضافة إلى قيام السكان بطلاء واجهة المساكن والدويرات بالجير "وهو ما ألفنا القيام به كل عام كخطوة لابد منها قبل استقبال شهر رمضان المبارك"، يقول أحد سكان القصبة. ونفس الأمر شهدته عدد من عمارات حي باسطا علي ببلدية باب الوادي، أين استقبل أبناء الحي شهر رمضان في خضم حملة تطهير وإعادة طلاء لواجهة العمارات إضافة إلى تبليط الأرصفة المهترئة، بما توفر لديهم من إمكانيات، لتكون الرسالة واحدة وواضحة من هؤلاء الشباب، "ما يخدموها غير ولادها" على حد تعبير أحدهم.