ميناء الجزائر: فتح أربعة مكاتب لصرف العملة الصعبة بالمحطة البحرية للمسافرين "قريبا"    دورة "الزيبان" الوطنية للدراجات الهوائية ببسكرة : 88 دراجا على خط الانطلاق    أمطار رعدية على عدة ولايات من الوطن يومي الجمعة و السبت    فلسطين: الاحتلال الصهيوني يحول الضفة الغربية إلى سجن مفتوح بوضع عشرات البوابات الحديدية    فايد يؤكد أهمية تعزيز القدرات الإحصائية من خلال تحديث أدوات جمع البيانات وتحليلها    اللجنة الاستشارية ل"أونروا" تطالب الكيان الصهيوني بتعليق تنفيذ التشريع الذي يحد من عمليات الوكالة في فلسطين المحتلة    معسكر: الشهيد شريط علي شريف... نموذج في الصمود و التحدي و الوفاء للوطن    رئاسة الجزائر لمجلس الأمن: شهر من الإنجازات الدبلوماسية لصالح إفريقيا والقضايا العادلة    كرة القدم/الرابطة الأولى "موبيليس": مباراة "مفخخة" للمتصدرواتحاد الجزائر في مهمة التدارك ببجاية    فلسطين: غوتيريش يطالب بإجلاء 2500 طفل فلسطيني من غزة "فورا" لتلقي العلاج الطبي    انتخابات تجديد نصف أعضاء مجلس الامة المنتخبين: قبول 21 ملف تصريح بالترشح لغاية مساء يوم الخميس    وزير الاتصال يعزي في وفاة الصحفي السابق بوكالة الأنباء الجزائرية محمد بكير    السوبرانو الجزائرية آمال إبراهيم جلول تبدع في أداء "قصيد الحب" بأوبرا الجزائر    الرابطة الأولى: شباب بلوزداد ينهزم أمام شباب قسنطينة (0-2), مولودية الجزائر بطل شتوي    وزير الثقافة والفنون يبرز جهود الدولة في دعم الكتاب وترقية النشر في الجزائر    تنوع بيولوجي: برنامج لمكافحة الأنواع الغريبة الغازية    بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية, وزير الاتصال يستقبل من قبل رئيس جمهورية بوتسوانا    اللجنة الحكومية المشتركة الجزائرية-الروسية: التوقيع على 9 اتفاقيات ومذكرات تفاهم في عدة مجالات    رياح قوية على عدة ولايات من جنوب الوطن بداية من الجمعة    وزير الصحة يشرف على لقاء حول القوانين الأساسية والأنظمة التعويضية للأسلاك الخاصة بالقطاع    وزير الصحة يجتمع بالنقابة الوطنية للأطباء العامين للصحة العمومية    رسالة من تبّون إلى رئيسة تنزانيا    لصوص الكوابل في قبضة الشرطة    تعليمات جديدة لتطوير العاصمة    عندما تتحوّل الأمهات إلى مصدر للتنمّر!    بوغالي في أكرا    توقيف 9 عناصر دعم للجماعات الإرهابية    محرز يتصدّر قائمة اللاعبين الأفارقة الأعلى أجراً    فتح باب الترشح لجائزة أشبال الثقافة    التلفزيون الجزائري يُنتج مسلسلاً بالمزابية لأوّل مرّة    الشعب الفلسطيني مثبت للأركان وقائدها    الأونروا مهددة بالغلق    فلسطين... الأبارتيد وخطر التهجير من غزة والضفة    شركة "نشاط الغذائي والزراعي": الاستثمار في الزراعات الإستراتيجية بأربع ولايات    تحديد تكلفة الحج لهذا العام ب 840 ألف دج    السيد عرقاب يجدد التزام الجزائر بتعزيز علاقاتها مع موريتانيا في قطاع الطاقة لتحقيق المصالح المشتركة    مجموعة "أ3+" بمجلس الأمن تدعو إلى وقف التصعيد بالكونغو    غرة شعبان يوم الجمعة وليلة ترقب هلال شهر رمضان يوم 29 شعبان المقبل    اتفاقية تعاون بين وكالة تسيير القرض المصغّر و"جيبلي"    لجنة لدراسة اختلالات القوانين الأساسية لمستخدمي الصحة    الرقمنة رفعت مداخيل الضرائب ب51 ٪    4 مطاعم مدرسية جديدة و4 أخرى في طور الإنجاز    سكان البنايات الهشة يطالبون بالترحيل    توجّه قطاع التأمينات لإنشاء بنوك خاصة دعم صريح للاستثمار    رياض محرز ينال جائزتين في السعودية    مدرب منتخب السودان يتحدى "الخضر" في "الكان"    السلطات العمومية تطالب بتقرير مفصل    شهادات تتقاطر حزنا على فقدان بوداود عميّر    العنف ضدّ المرأة في لوحات هدى وابري    "الداي" تطلق ألبومها الثاني بعد رمضان    الاجتهاد في شعبان.. سبيل الفوز في رمضان    أدعية شهر شعبان المأثورة    وهران.. افتتاح الصالون الدولي للشوكولاتة والقهوة بمشاركة 70 عارضا    صحف تندّد بسوء معاملة الجزائريين في مطارات فرنسا    العاب القوى لأقل من 18 و20 سنة    الجزائر تدعو الى تحقيق مستقل في ادعاءات الكيان الصهيوني بحق الوكالة    عبادات مستحبة في شهر شعبان    تدشين وحدة لإنتاج أدوية السرطان بالجزائر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جزائريون يرمون أطباقا كاملة في القمامة!
نشر في البلاد أون لاين يوم 04 - 06 - 2017

"البلاد" تزور المدرسة الأولى في إفريقيا لتكوين رجال النظافة
أضحت فضلات الأكل تشكل ديكورا حتميا يصنعه الجزائريون في مختلف الأماكن المخصصة لرمي النفايات، ويزداد تفاقم الوضعية المزرية والمؤسفة في شهر الصيام الذي يكون محطة للمغفرة والتوبة، غير أن السلوكات المسيئة للدين الحنيف تبقى ترافق يوميات الصائمين الذين لا يتورعون عن رمي كميات كبيرة من الأطباق التي تحضر لمائدة الصيام فتتحول إلى القمامة نتيجة الإسراف والتبذير.
روبرتاج: هدى.ح

هذه الوضعية التي باتت تغزو شوارع العاصمة باعتبارها أكبر مدينة في البلاد، حيث تضم قرابة 5 ملايين نسمة، دفعت بمؤسسة النظافة لولاية الجزائر (نات كوم) إلى الرفع من درجة التأهب والتجنيد بالنسبة لطاقاتها البشرية، حيث سخرت 4500 عامل لجمع النفايات في شهر رمضان، كما اتخذت المؤسسة كل الإجراءات لجمع النفايات وتنظيف الطرقات والأماكن العمومية خلال الشهر الفضيل.
كانت "البلاد" لها زيارة لمؤسسة "نات كوم" للوقوف على أهم النقاط التي سجلتها المؤسسة خلال شهر رمضان المعظم، وعلى مدار يومين كاملين، رافقت أعوانها وزارت المدرسة الجديدة لتكوين أعوان النظافة، وهي المدرسة التي تعتبر الأولى من نوعها على المستوى الإفريقي بإمكانيات ومؤهلات هامة.
زيادة بنسبة 40 بالمائة في حجم النفايات!
وفي السياق ذاته، كشفت مؤسسة النظافة لولاية الجزائر "نات كوم" عن زيادة تتراوح بين 30 و40 بالمائة في حجم النفايات. قالت نسيمة يعقوبي مسؤولة الاتصال والتنمية ل "البلاد"، إنه تم تسجيل 1800 طن من النفايات المنزلية في اليوم، في حين لا يتجاوز حجمها خلال الأيام العادية 1100 طن.
وأوضحت المتحدثة أنه تم تسطير برنامج خاص بهذا الشهر وتسخير الوسائل البشرية والمادية الضرورية، لتسيير وتسهيل نقل النفايات إلى مركزي حميسي بزرالدة وقورصو ببومرداس، حيث تم تدعيم الوسائل بالشاحنات التي تصل إلى 25 شاحنة، إلى جانب تسخير 4500 عامل يتم تجنيدهم، مع المراقبة المستمرة بتدعيم حصص للتوعية للمواطنين للحد من رمي النفايات بشكل عشوائي، كما عمدت المؤسسة على تأجيل العطل للعمال خلال هذه الفترة.
التبذير لم يتوقف.. فأطباق كاملة ترمى في أكياس القمامة
من جانب آخر، قالت نسيمة يعقوبي بلهجة الحسرة والتذمر إن طبيعة النفايات التي يتم جمعها خلال الشهر الفضيل، متمثلة خاصة في أطباق كاملة ترمى في أكياس غير مناسبة، تستدعي رفعها في ظرف وجيز وتنظيف الأماكن التي توضع فيها، وذلك نتيجة التبذير الذي أصبح ميزة الكثير من العائلات، خلال هذا الشهر، "مما يخلق صعوبات للعمال الذين يمارسون مهامهم باستمرار وفي ظروف قاسية وصعبة".
... وللخبز النصيب الأكبر في القمامة
قالت محدثتنا "إن هناك مادة تعد من بين المواد الأساسية في مائدة المواطنين والتي تأخذ مكانا واسعا في القمامة، وهو ما نتأسف له كثيرا، حيث تعد مادة الخبز من بين المواد التي ترمى بكميات كبيرة"، حيث يتم حسب المتحدثة جمع حوالي 8 أطنان في الشهر من قبل أعوان "نات كوم". وتتضاعف هذه الكمية في رمضان، فضلا عن العمل الذي يتم على مستوى الأسواق، المساجد والساحات العمومية، على غرار منتزه الصابلات الذي تقصده العائلات قبيل موعد الإفطار والتي تترك فيه العديد من المخلفات.
25 طنا من الخبز رميت في 3 أشهر!
من جهة أخرى، أكدت المتحدثة أن المؤسسة رفعت خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية 120 ألف طن من النفايات، بينما تم خلال الفترة نفسها فرز 320 طنا من الكرطون و30 طنا من البلاستيك و25 طنا من الخبز، بينما تصل كمية الخبز التي تفرز في الشهر إلى 9 أطنان، مقابل فرز 120 طنا من الكرطون و12 طنا من البلاستيك. وينتظر أن تتضاعف هذه الكميات خلال شهر رمضان خاصة بالنسبة للخبز.
حاويات للفرز الانتقائي لتفادي العشوائية
وفي هذا السياق، أشارت نسيمة يعقوبي، إلى تجنيد خلية للتحسيس، مكونة من 15 عونا على مستوى منتزه الصابلات، قبل شهر رمضان لتوعية المواطنين وتحسيسهم بضرورة الحفاظ على المحيط النظيف وعدم الرمي العشوائي للنفايات، والتي يستمر نشاطها خلال الليل بسبب إقبال العائلات بكثرة على المنتزه، وانتشار القمامة وهو الأمر الذي استدعى وضع حاويات للفرز الانتقائي لتفادي العشوائية في رمي النفايات التي يتسبب فيها بعض الأشخاص.
مؤسسة ألمانية احتارت في دور "الحمير"!
عبرت إحدى المؤسسات الألمانية التي جاءت إلى الجزائر لزيارة عمل لمؤسسة نات كوم على طريقة عمل "الحمير" ببلدية القصبة للنفايات، معتبرين ذلك من المفارقات التي تجعل من هذا الحيوان "إطار سام" بمؤسسة "نات كوم"، ويعد من بين عدد عمال المؤسسة حيث أصروا على متابعة عمل الحمير والبرنامج المخصص لهم لجمع النفايات في هذه المنطقة الدقيقة من حيث العمران.
برنامج خاص لجمع النفايات في رمضان
سطرت مؤسسة "نات كوم" برنامجا خاصا خلال شهر رمضان على فترات، حيث أكدت مسؤولة "نات كوم" أن هناك معايير خاصة اتخذتها المؤسسة لجمع النفايات تحدد من 3 إلى 4 دورات في اليوم، كما حددت أوقات لذلك، حيث تبدأ الفترة الأولى للجمع بعد الإفطار مباشرة أي على الساعة العاشرة ليلا والثالثة صباحا و4 صباحا و6 صباحا ومنتصف النهار، وهي تغطية مستمرة ويتضاعف العمل خاصة في الليل.
الاختناق المروري يعرقل أداء أعوان "نات كوم"
يواجه أعوان مؤسسة "نات كوم" أثناء قيامهم بعملهم الميداني، صعوبة خاصة خلال الاختناق المروري الذي يجعل شاحنات نقل النفايات تقضي وقتا طويلا لا يقل عن 6 ساعات للوصول إلى مفرغتي حميسي أو قورصو، وهي الفترة التي يخرج فيها المواطن نفايات أخرى الأمر الذي يضع المؤسسة في اختناق في تسيير فرقها، غير أن كفاءة العاملين بالمؤسسة تضيف نفس المتحدثة جعل العمل يسير بوتيرة عادية.
الفرز الانتقائي ينقذ عمل "نات كوم"
دعت المسؤولة بمؤسسة النظافة لولاية الجزائر "نات كوم"، المواطنين لعدم رمي النفايات بطريقة عشوائية مع احترام الوقت، من أجل الانتقال إلى الفرز الانتقائي الذي يشكل حاليا قوة اقتصادية هامة، حيث شرعت المؤسسة في وضع سبعة مراكز للفرز، موزعة على وادي السمار، والسمار بجسر قسنطينة، بني مسوس، حسيبة بن بوعلي، القبة والقصبة وباب الوادي، بعضها شرع في العمل والآخر في طور التحسين، وشددت على أهمية تعميم الفرز الانتقائي للنفايات لاستغلالها في مجال الرسكلة باعتبارها "مصدرا حيويا وهاما لتحقيق التنمية الاقتصادية وتوفير مناصب شغل لفائدة الشباب".
حملات تحسيسية لمنع التبذير الغذائي
وقد أطلقت مؤسسة "نات كوم" بداية من هذا الشهر، برنامجا كبيرا لتحسيس العائلات بعدم التبذير الغذائي واقتناء ما تحتاجه فقط للاستهلاك، مستعينة بملصقات وزعتها على مختلف الأحياء والمؤسسات ليكون هذا الشهر هو شهر للخيرات والبركة.
تعتبر الأولى في إفريقيا
مدرسة النظافة.. لتكوين عمال "نات كوم"
يخضع كل عمال مؤسسة "نات كوم" إلى التكوين بمدرسة النظافة التي فتحت أبوابها سنة 2007، مهمتها الأساسية هي تكوين دوري للعمال ورسكلة كل الذين لم يتلقوا تكوينا من قبل، وهذا ضروري لكل عامل كي يعرف حقوقه وواجباته وكيف يتعامل من جهة أخرى مع المواطن.
ويشمل التكوين بدرجة أولى المسؤولين والمكلفين بالمهام على مختلف المستويات منهم رؤساء الفرق والقطاعات والفروع وكذا المكلفين بالمهام التقنية والأعوان الملحقون بالحظائر والصيانة والمكلفون بالأمن والحراسة، بالإضافة إلى ذلك هناك بعض التكوينات الخاصة لبعض المهام الخاصة بالمكلفين بالمخازن والمهام الإدارية والأمانة، وهذا يعتبر تكوينا نوعيا، حسبما أفاد به ل "البلاد" مسؤولة الاتصال والتنمية بمؤسسة النظافة لولاية الجزائر "نات كوم" نسيمة يعقوبي.
وفي زيارة قصيرة قادتنا إلى مقر مدرسة النظافة الواقع مقرها ببلدية بولوغين، وقفنا على أهم التكوينات المخصصة لهذه المدرسة التي تعد الأولى على المستوى إفريقيا، حسب مسؤولي المؤسسة، وسجلنا توسيع مجال التكوين من خلال حصص تكوينية ومواد خاصة لضمان مؤهلات خاصة بعمال النظافة قائمة على إطارات سليمة، إلى جانب تجهيز مكتبة وقاعة متعددة الاتصالات لخدمة أعوان المؤسسة للاستفادة من كل ما هو جديد في مجال النظافة.
وأكدت يعقوبي أنه لتحسين خدمات المؤسسة، ستقوم المدرسة بفتح مجال للاتصال بين عمال مؤسسة ''نات كوم'' والمواطنين، وهذا من خلال مشروع النادي الأخضر داخل المدرسة، حيث سيتم تخصيص قاعة لاستقبال تلاميذ المدارس الابتدائية كخطوة أولى من البرنامج ليعمم بعد ذلك على مستويات أخرى، وهذا بهدف شرح عملية تحسين نظافة المدينة لمساعدتهم على أداء وظيفتهم على أكمل وجه وتسهيل عملهم.
وعن الإستراتيجية المطبقة في هذه المدرسة، أفادت المتحدثة أنه تم تطوير وتجديد الوسائل التي بدورها تسمح بتطوير الخدمات، وهذا من خلال التنظيم الإداري والمالي وكذا الوحدات، فمن خلال تطوير الوسائل والمصالح وطرق التسيير أعطت نتائج إيجابية، وهذا ما شجع المؤسسة على الاتصال بالمواطن الذي سيدخل كذلك ضمن إستراتيجية العمل الجواري، بالإضافة إلى الجانب التقني الذي يتعلق أساسا بتطوير جانب الصيانة لتحسين خدماتها التي تساهم بشكل كبير في التحكم بأمور المؤسسة.
وزيادة على ذلك فمهمة استرجاع النفايات تدخل ضمن ذات الإستراتيجية، وهذا من خلال التسيير الجيد لعملية إعادة الاعتبار لمفرغة واد السمار والتسيير الجيد لمراكز الردم وعملية رسكلة أو استرجاع النفايات، حيث كانت السلطات العمومية قد أوكلت المهمة إلى مؤسسة ''نات كوم'' باعتبارها المؤسسة الوحيدة لجمع نفايات بالعاصمة.
أمراض خطيرة وصعوبات يتعرض لها عمال النظافة
ومن بين الصعوبات التي تواجه عمال النظافة، حسب ما أكده بعض العمال الذين التقيناهم، مشكل خلط النفايات خاصة الاستشفائية منها التي تشكل خطرا على صحتهم بالدرجة الأولى، حيث سجلت المؤسسة، خلال السنة الجارية، متوسط عشرين حالة إصابة للعمال.
ومن أجل تجاوز هذه الظاهرة، قالت السيدة يعقوبي "نحن نطلب باستمرار من المستشفيات والمراكز الاستشفائية أن تفصل بين النفايات الاستشفائية والنفايات الأخرى، وذلك بوضعها داخل أكياس حمراء اللون، ففي كثير من الحالات نجدها مختلطة، وهذا ما يسبب مشكلا كبيرا بالنسبة للعمال أو مركز الردم"، والشيء نفسه بالنسبة للنفايات المنزلية التي تخلط مع نفايات البناء، حيث أوضحت المتحدثة "هذا يخلق مشكلا آخر يتعلق بثقلها على العتاد المستعمل وكذا هدر الوقت، ناهيك عن مشكل توقف الشاحنات وما يتعرضون له من مضايقات من قبل بعض المواطنين".
من جهة أخرى، عبرت مسؤولة الاتصال والتنمية بمؤسسة النظافة لولاية الجزائر "نات كوم" عن تفاؤلها بعدما استعادت الجزائر العاصمة الواجهة البيضاء بعد حملة مكثفة من التحسيسات والعمل الدؤوب لعمال النظافة وهو الأمر الذي سيتكرس خلال شهر رمضان الفضيل، واعتبرت ذات المسؤولة أن هناك تطور كبير بالمقارنة مع السنوات الفارطة، "وهذا يرجع بالدرجة الأولى إلى تطور الحس المدني عند المواطن الذي أصبح لديه فطنة، وهناك أمل كبير مبني على حسابات قارة ستجعل المدينة نظيفة مثل كثير من المدن، وهذا يشترط مساعدة وتفهم كل المواطنين".
مديرة مدرسة النظافة ببولوغين ل"البلاد":
نلقن العمال يوميا طرق التعامل مع المخاطر المحدقة بهم

يتعرض عمال النظافة يوميا إلى مخاطر مختلفة تجعلهم عرضة لإصابات متنوعة، سواء الجروح المختلفة، أو تلقي بعض الأمراض التي يصاب بها هؤلاء العمال نظرا إلى اتصالهم المباشر بالنفايات بكل أنواعها، فهناك عمال أصيبوا بكسور وجروح مختلفة، ومنهم من أصيب بأمراض كالالتهاب الكبدي (ب) وآخرون تعرضوا لاستفزازات وحتى الضرب من طرف البعض الذين لا يدركون قيمة عامل النظافة الذي يشقى من أجل نظافتهم لا غير.
هذا الأمر عبر عنه جل العمال الذين التقيناهم في مؤسسة "نات كوم"، الذين تحدثوا معنا بكل أسف وحسرة عن نظرة المجتمع لهم التي تمتزج باستحقار وإهانة رغم من كل الظروف التي يعملون بها، إلا أن ذنبهم الوحيد هو أنهم يقومون بجمع نفايات وفضلات لا يُقدر الأشخاص مدى خطورتها على صحة عامل النظافة.
وفي السياق، صرحت مديرة مدرسة النظافة ببولوغين (التابعة لمؤسسة نات كوم) السيدة ياكراو، أن كل الإمكانات متوفرة، وأن كل عامل يحصل على كل اللوازم الضرورية من قفازات، أحذية ولباس خاص، غير أن العمال في حد ذاتهم هم الذين يختارون القيام بعملهم دون استعمالها رغم المخاطر الكبيرة التي تحدق بهم يوميا، وعلى هذا الأساس - تضيف - باشرنا بحملات توعوية لصالح هؤلاء العمال تتم عبر دروس تطبيقية في هذه المدرسة، نلقنهم فيها مثلا كيفية حمل الأشياء الثقيلة التي قد تسبب لهم إصابات على مستوى الظهر.
وتقول الطبيبة مهدي رئيسة المصلحة الاجتماعية والمكلفة بالطب الاجتماعي على مستوى (نات كوم) "نعمل على تحسيس هؤلاء العمال وتوعيتهم بأن هناك مخاطر كثيرة، ويجب توخي الحذر خلال حملهم لهذه النفايات كونها تحوي أشياء متنوعة كالحقن المستعملة، وأشياء حادة، ومواد كيميائية، ونفايات ثقيلة أيضا".
ولأن معظم هؤلاء العمال لا يستعملون الملابس الواقية لتجنب الإصابات، فإن العديد منهم تعرض لها -حسبها- "فقد كانت هناك حالات مختلفة لإصابات عمالنا، فإلى جانب الجروح المختلفة جراء حمل بعض الأشياء الحادة المخبأة في أكياس، فإن هناك حالات أخرى تتعلق بإصابات على مستوى الظهر نظرا إلى حمل أشياء ثقيلة، بالإضافة إلى الإصابة بالالتهاب الكبدي (ب)".
وبعد التأكد من إصابة أي عامل خلال أداء مهمته، فإنه يحوّل مباشرة إلى مستشفى القطار، حيث تجرى له الفحوصات الضرورية، مع التلقيح الذي أصبح إجباريا لكل العمال بمجرد انضمامهم للعمل في مؤسسة (نات كوم).
وقد أشارت السيدة مهدي إلى أن مصالحها سجلت 60 حادثا، منها 10 حالات، عبارة عن وخزات بالحقن المستعملة، الأمر الذي يستدعي تدخلا سريعا، وهذا تفاديا للتعرض لأي فيروس خطير، خاصة أن هذه الأخيرة أصبحت كثيرة، كما أن خطر الإصابة بمختلف الأمراض ليس وحده ما يهدّد حياة عمال النظافة، بل يمتد إلى تعرضهم للاعتداء من طرف بعض الأشخاص الذين لا يساعدونهم على أداء مهامهم، وذلك بالضرب والشتم والتقليل من قيمتهم.
أجره لا يتعدى 20 ألف دينار
عامل النظافة لعوام نور الدين ل"البلاد": الإهانة حولتني إلى عامل بدرجة عالية

يعتبر عامل النظافة من بين الأشخاص الذين يجدون إحراجا كبيرا للتصريح بمهنته نظرا إلى الحساسية المفرطة لذلك، إلا أن إصرارنا للحديث مع أحدهم كان بكل ترحيب من قبل لعوام نور الدين دون عقدة أو إحراج.. فجمعتنا معه دردشة صغيرة فكان هذا الحوار القصير.
ماهي الصعوبات التي تواجهونها أثناء أداء مهامكم؟
صعوبات كبيرة لا يمكن أن نسردها لك في جلسة قصيرة.. في مقدمتها تلك المتعلقة بالجانب المعنوي، فنظرة بعض الأشخاص باحتقار لمهنتنا تجعلنا ندخل في صراعات نفسية قد نتغلب عليها ونقوم بأداء عملنا بدرجة عالية، ونتخلص من تلك النظرة التي تحمل في طياتها نوعا من الإهانة بمجرد دخولنا إلى بيتنا والإحساس بدفء العائلة. والرسالة التي أريد أن أوجهها إلى المجتمع وهي أن غياب رجال النظافة أو "الزبالين" -كما يهوى للبعض مناداتنا- عن العمل سيجعل الأحياء فريسة للنفايات والفئران والحشرات والروائح الكريهة.. إن الدور الذي يلعبه العمال لا يمكن أن يقدّر في مجتمع مازال ينظر إلى المنظف على أنه ''زبال'' لا يملك مؤهلا علميا.
ماهو حجم المخاطر التي تعترضكم؟
هناك مشاكل حقيقية تعترض سبيلنا في الميدان، حيث نواجهها يوميا، ومن بين المخاطر التي قد تفاجئنا الزجاج الذي يتخلص منه أصحابه وسط النفايات المنزلية دون تفكير فيما قد تسببه، فقد تعرض زميلي في العمل إلى حادثة منذ فترة قصيرة، تسببت في بتر رجله بفعل احتكاكه بكيس قمامة كانت فيه قطع من الزجاج مما تسبب في قطع رجله اليمنى إلى جانب انعدام وسائل عمل حديثة وهو ما يعرّض عمال النظافة للمخاطر.
لماذا اخترتم مؤسسة نات كوم للعمل كرجل نظافة؟
لم يكن العمل في "نات كوم" من اختياري، بل الظروف القاسية التي كنت أعيش فيها جعلتني أعمل بكل شرف وفخر كعامل للنظافة، فأنا أفتخر وأعتز بعملي لأنني بكل بساطة أقوم بتنظيف ما يتخلص منه البشر، كافة بما فيهم الرئيس الإطار والمدير والطبيب وغيرهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.