بإعلان مجلس إدارة نادي شبيبة القبائل اليوم الاثنين سحب الثقة من الرئيس محند شريف حناشي تنتهي حقبة طويلة لهذا النادي العريق دامت 24 سنة. وبعد ان تداول على رئاسة النادي القبائلي منذ تأسيسه سنة 1946 خمسة رؤساء هم كل من عبد القادر خالف، أومنية حاج آرزقي، بن قاسي، عمر بلحوسين، رشيد باريس، تقلد محند شريف حناشي زمام رئاسة "الكناري" سنة 1993، لتبدأ معها "فترة حناشي" التي ستبقى في تاريخ النادي الأكثر تتويجا في الجزائر بإيجابياتها وسلبياتها.
وبلغة الألقاب حقق حناشي مع النادي القبائلي أربعة ألقاب قارية هي كأس الكؤوس الإفريقية سنة 1995، إضافة للثلاثية التاريخية المتتالية لكأس الكاف سنوات 2000، 2001، 2002، أما على الصعيد المحلي حقق عميد رؤساء النوادي الجزائرية ستة ألقاب هي البطولة الوطنية في أربع مناسبات 1995، 2004، 2006، 2008، إضافة لكأسين للجمهورية سنتي 1994 و2011.
ورغم الألقاب العديدة التي حققها الرئيس المثير للجدل لشبيبة القبائل إلى أن ابتعاد الفريق عن المنافسة المحلية والقارية في السنوات الأخيرة، بل وصل الأمر بأصحاب اللونين الأصفر والأخضر إلى اللعب على تفادي النزول حتى الجولات الأخيرة من البطولة كما حدث الموسم الماضي، دفع عشاق النادي وحتى اللاعبين القدامى إلى التكتل وتشكيل جبهة معارضة، قامت بالعديد من الحركات الاحتجاجية للمطالبة برأس حناشي، خاصة أنه فتح عدة جبهات وخصومات في محيط النادي والمنطقة جعلت العديد من أصحاب المال يبتعدون على الشبيبة، نتيجة القرارات الارتجالية والفردية ل"الدكتاتور" حناشي، الذي أصبح وحيدا ولم يعد قادرا على منافسة بعض الفرق المحلية كإتحاد العاصمة ووفاق سطيف ومولودية الجزائر في استقطاب أبرز لاعبي البطولة كما كان يفعل سابقا.
نقطة أخرى سلبية في مشوار حناشي على رأس الشبيبة وهي استهلاكه لحوالي خمسين مدربا خلال 24 سنة، حيث لا يعمر المدربون في العارضة الفنية للفريق أكثر من موسم واحد نتيجة الشخصية التسلطية لحناشي الذي عرف عنه التدخل في خيارات المدربين.
ورغم كل ما يقال عن محند شريف حناشي إلا انه يبقى شخصية فارقة في تاريخ كرة القدم الجزائرية، شرفت الجزائر بأربع ألقاب قارية رفقة شبيبة القبائل، وهو الشيء الذي لا ينكره عشاق اللونين الأصفر والأخضر الذين يتمنون أن تكون فترة ما بعد حناشي هي العودة للعملاق القبائلي إلى المنافسة محليا وحتى خارجيا عندما كان اسم شبيبة القبائل يرعب المنافسين في الجزائر في القارة الإفريقية.