يبدو أن الزمن قد جار على أحد رموز الكرة الجزائرية وأكثر الفريق تتويجا بين الأندية الوطنية، ويتعلق الأمر بشبيبة القبائل التي أصبحت بقدرة قادر فريقا عاديا جدا يقترب بشكل كبير من النزول للرابطة الثانية، وهو الأمر الذي لم يحدث للنادي منذ صعوده للرابطة الأولى نهاية الستينيات، ليتأكد للجميع أن التسيير العشوائي للرئيس الحالي محند شريف حناشي وتراكم أخطائه بجلب لاعبين هواة لا يستحقون حمل ألوان الشبيبة التي تعد رمزا من رموز جرجرة الشامخة وذلك بشهادة الجماهير التي تفتح النادي في كل مناسبة عليهم، كما أن الرئيس "المعمر" وبحكمته في التسيير دفعته للتعاقد مع مدربين لا ماض لهم ولا سير ذاتية بل أخذوا الشهرة من شبيبة القبائل، وهي الأمور التي تراكمت منذ تقريبا أربع سنوات أو أكثر. وفي قراءة أولية، فقط في الموسم الرياضي الحالي لعب النادي 19 مباراة سجل فيها ثلاثة انتصارات فقط، اثنين منهما على أرضية ملعبه بتيزي وزو، في وقت وصل عدد التعادلات لرقم تسع مباريات كاملة، في سابقة هي الأولى من نوعها للنادي القبائلي. أما عدد الهزائم فحدث ولا حرج، حيث خسر أشبال الرئيس محند شريف حناشي في سبع مباريات كاملة، وهو ما وضع الشبيبة في موقف محرج وقريب جدا من السقوط للرابطة الثانية كيف لا وهي تحتل المركز ما قبل الأخير ب18 نقطة فقط على بعد نقطتين من متذيل الترتيب مولودية بجاية.
"رئيس تجاوزته الأحداث.. ويكذب على الأنصار بالبقاء"
ويجمع الكثيرون على أن حناشي تجاوزته الأحداث في السنوات القليلة الماضية بدليل أن الرجل أخطأ في نوعية المدربين الذين يجلبهم وحتى اللاعبين بدليل أن فريق الموسم الحالي بات غير قادر على أن يقدم ثلاث تمريرات أو يصنع فرصا ليس خارج الديار بل على ملاعب أول نوفمبر، والغريب في الأمر أن حناشي لازال يعد الجميع ويتعهد ببقاء الفريق ضمن أندية النخبة، غير أن الأمور تبقى غير واردة بتاتا بالنظر إلى ما تبقى للفريق من لقاءات وعدد النقاط الحالية للفريق. ل. ص
الدريكتوار لحل مشاكل النادي!
قالت مصادر مقربة من بيت شبيبة القبائل، إن الحديث عن ديريكتوار جديد في النادي لازال مطروحا في الأفق ويضم عدة لاعبين قدامى ومن صنعوا تاريخ النادي في السابق وذلك حتى يجدوا حلا يخرجوا به الفريق من مصيبته الحالية وويلات النزول للرابطة الثانية لأول مرة في التاريخ، غير أن بعض الأسماء على ما يبدو لا تلق الإجماع عند رئيس النادي الذي كان يرحب في كل مرة بمن يقدم الإضافة، إلا أن مصادرنا أشارت إلى أن الديريكتوار سيكون مشكلا من لاعبين قدامى في صورة فرقاني وحتى عبد الحكيم مدان دون تناسي أيضا المدرب الأسطورة محي الدين خالف الذي له علاقات طيبة مع الرئيس الحالي وقد يسهل عليه الأمر لكي يمرر قرارات الديركتوار على أن يكون حناشي.
الأنصار ينتفضون.. ويحضرون لمسيرة ضد حناشي واللاعبين
هذا وبلغ السيل الزبى عند الأنصار بعد تراجع النتائج بشكل رهيب أمام مرأى ومسمع الجميع دون أن تتغير الأمور بل أكثر من ذلك بات الفريق قريبا من النزول للرابطة الثانية، وهو الأمر الذي يعتبره الكثيرون مساسا برمز من رموز القبائل. وعليه، يعمل الكثيرون على التحضير لمسيرة حاشدة للمطالبة بتحسين أوضاع النادي والتعبير عن غضبهم تجاه الرئيس الحالي وحتى اللاعبين الذين لم يقدموا الكثير في الموسم الحالي، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات.
الكناري... معاناة منذ سنوات!
سجلت شبيبة القبائل خلال الثلاث السنوات الأخيرة تراجعا رهيبا جدا، جعلتها من ضمن المهددين بالنزول إلى الرابطة الثانية وهي النادي الجزائري الوحيد الذي لم يعرف طعم السقوط منذ تأسيسه، حيث ومنذ تحقيقه لمركز الوصافة خلال الموسم الكروي 2013-2014 وراء اتحاد العاصمة المُتوج بلقب البطولة، فقد شهد النادي القبائلي تراجعا كبيرا في الموسم الموالي وكاد يعصف به في آخر لحظة بعدما احتل المركز ال12 برصيد 39 نقطة بفارق نقطة واحدة عن مولودية العلمة الذي سقط آنذاك، قبل أن يُحقق بعض الاستفاقة في الموسم الكروي الموالي، التي ضمنت له المركز الرابع برصيد 45 نقطة وبفارق 9 نقاط عن الأندية المهددة بالنزول، ليُجدد أبناء "جرجرة" العهد مع النتائج السلبية خلال الموسم الكروي الحالي، حيث يُصارع النادي في المرتبة ما قبل الأخيرة برصيد 18 نقطة وأضحى مهددا بالنزول لأول مرة في تاريخه إلى الرابطة الثانية، ويبقى السؤال مطروحا متى ستعود الشبيبة إلى مكانتها الحقيقية؟، متى يعود أبناؤها ورجالها لإنقاذها من شبح السقوط؟
شبيبة القبائل عملاق لم يسقط منذ صعوده موسم 68-69
تعتبر شبيبة القبائل، النادي الجزائري الوحيد الذي لم يعرف سقوطه من القسم الأول إلى الثاني منذ 49 سنة، أي منذ صعوده خلال الموسم الكروي (1968-1969) مما يعتبر إنجاز فريد من نوعه، بعدما نشط في القسم الثاني لمدة موسم واحد فقط تحت قيادة المدرب علي بن فاضح (رحمه الله) اللاعب السابق في الفريق الأسطوري لجبهة التحرير الوطني (FLN). وكان فريق الشبيبة ينشط في الأقسام السفلى شأنه شأن باقي الفرق الجزائرية آنذاك بعد أن تم وقف كل النشاطات أثناء الثورة التحريرية (1954-1962)، ليعود النادي القبائلي بعد استقلال الجزائر إلى نشاطه ويلعب في القسم الشرفي إلى جانب أندية مثل: جمعية الشلف، أولمبي العناصر، ووداد بوفاريك.
إنجازات وتتويجات طمستها سياسات الرئيس
نالت شبيبة القبائل أول لقب بطولة لها موسم (1972-1973) وذلك تحت قيادة المدرب عبد الرحمن بوبكر أنذاك، لتليها تتويجات أخرى في مختلف المنافسات المحلية والقارية، حيث تتربع شبيبة القبائل على عرش البطولة الجزائرية لكرة القدم برصيد 14 تتويجا ولهذا يطلق على الشبيبة لقب زعيم الأندية الجزائرية، ويعتبر الفريق أيضا النادي الجزائري الوحيد وأحسن سفير لها خلال سنوات عديدة فهو الفريق الذي حاز على كأس الكؤوس الإفريقية سنة 1995، وعلى كأس "الكاف" ثلاث مرات متتالية 2000-2001-2002، الذي توّج مرّتين بكأس الأندية البطلة (1981-1990)، وعرف عنه الانضباط وكان مثالا يقتدى به في هذا الجانب.
6 رؤساء فقط أشرفوا عليه... وحناشي يُسير لمدة 24 سنة
على مرّ تاريخها العريق، لم تعرف الشبيبة عددا كبيرا من الرؤساء، حيث لم يتجاوز عدد الرؤساء الذين تولوا قيادة النادي 6 فقط، وهم عبد القادر خالف، أومنية حاج آرزقي، بن قاسي، عمر بلحوسين، رشيد باريس، ومنذ 1993م محند شريف حناشي، أي منذ 24 سنة كاملة.
أشهر اللاعبين الذين صنعوا أمجاد النادي:
وكغيرها من النوادي العريقة، فقد مر على الشبيبة طيلة تاريخها الكبير لاعبيون كبار صنعوا أمجاد الفريق والمنتخب الوطني على حد سواء، على غرار رشيد دالي، آرزقي كوفي، دريس كولي، كمال آويس، محند شريف حناشي، عبد الله جبار، محفي سرباح، كمال طاهير، مولود عيبود، بشير دوادي، محفوظ بوقادوم، عبد الرزاق حرب، سالم عمري، مقران بلياش، آرزقي مغريسي، صالح لارباس، عبد الله صادمي، علي فرقاني، رشيد آدغيغ، مراد عمارة، جمال مناد، حكيم مدان، مصطفى عنان، حسين عمروس، رشيد باريس، رابح منقلتي، علي بلحسن، عمر حمناد، محي الدين مفتاح، ناصر بويش (يعتبر أحسن هدّاف في تاريخ الفريق والبطولة الوطنية ب36 هدفا)، موسى صايب.... والعديد من اللاعبين الآخرين.