دعم مبعوث الأممالمتحدة الجديد إلى ليبيا غسان سلامة الثلاثاء مساعي ايطاليا لوقف تدفق المهاجرين من ليبيا إلى أوروبا رغم تخوفات جماعات حقوق الإنسان. وتخشى الجماعات الحقوقية من تركيز ايطاليا على تقوية حرس السواحل الليبيين لضمان اعتراض قوارب المهاجرين قبل أن تصل إلى المياه الدولية، والذي تقول الجماعات انه يمكن أن يعرض للخطر حياة الآلاف ممن قد يكون لهم حق باللجوء.
غير أن سلامة، وزير الثقافة اللبناني السابق الذي تم تعيينه في جوان رئيسا لعمليات الأممالمتحدة في ليبيا، وصف التعاون بين طرابلسوروما بأنه طريقة "بناءة جدا" للتعامل مع هذه المشكلة الكبيرة.
وقال سلامة عقب لقائه وزير خارجية ايطاليا انغيلو الفانو في روما "من غير الواقعي تماما تجاهل خطورة تحدي الهجرة غير الشرعية"، وأضاف "يوجد مئات الملايين منهم في أنحاء العالم. وهذه مشكلة خطيرة".
وتابع "اعتقد كذلك أن لكل بلد الحق المطلق في ضبط حدوده وأن أفضل طريقة للقيام بذلك هي من خلال التعاون مع الدول المجاورة"، وقال "نحن نسير على الطريق الصحيح لتقوية التعاون لمواجهة هذا التحدي الماثل أمامنا جميعا".
ومنذ عام 2014 وصل أكثر من 600 ألف لاجئ ومهاجر الى ايطاليا من ليبيا.
وتواجه حكومة يسار الوسط الايطالية ضغوطا هائلة من المعارضة ومن شركائها في الاتحاد الأوروبي لإغلاق هذه الطرق.
وتوفر القوات البحرية الايطالية المساعدة الفنية لحرس السواحل الليبيين الذين حصلوا على زوارق دورية جديدة وتدريب من ايطاليا.
وقال الفانو ان التعاون بدأ يؤتي ثماره، في إشارة إلى الانخفاض في عدد المهاجرين الذين تم إنقاذهم في البحر خلال جويلية، حيث انخفض عددهم بنسبة تزيد عن 50% مقارنة بنفس الشهر من عام 2016.
وتعمل ايطاليا كذلك على وقف وصول المهاجرين الى ليبيا من خلال ضبط حدودها الجنوبية بالتعاون مع دول من بينها النيجر وتشاد ومالي التي يعبرها المهاجرون في طريقهم إلى البحر المتوسط وبرنامج الإعادة الطوعي.
وتقول منظمات اللاجئين أن الوضع في ليبيا غير مستقر بتاتا مما يجعلها بلدا غير مناسب لإعادة اللاجئين إليها.
وهناك مخاوف بشأن مصير المهاجرين المتواجدين في مخيمات الاحتجاز في ليبيا بسبب ظروفها السيئة وغياب الأنظمة ما يعرض المهاجرين إلى التعذيب والإساءة الجنسية والعمل بالسخرة.
وأكد الفانو أن الحكومة الايطالية لن تتهاون في التزامها بحقوق الإنسان.
وقال "المسألة ليست مسألة مفاضلة بين الأمن والوضع الإنساني" إلا أنه أقر بأن ظروف احتجاز المهاجرين في ليبيا ليست جيدة.
وأضاف "الآن وبعد أن أصبحت لدينا فرصة لخفض تدفق اللاجئين وتنظيم مخيمات اللاجئين في ليبيا، علينا أن نستثمر بشكل كبير في عملية إنسانية دولية متعددة الأطراف لضمان وجود معايير مقبولة في هذه المخيمات من حيث حقوق الإنسان وكافة الجوانب الأخرى".