مع بدء دخول اتفاق خفض إنتاج النفط الذي اقترحته الجزائر، وأقرته منظمة الدول المنتجة للنفط «أوبك» بداية العام الجديد حيز التطبيق تواصل أسعار النفط منذ أسبوع تسجيل ارتفاعات متتالية، حيث قاربت خلال اليومين الماضيين عتبة 57 دولارا للبرميل الواحد. وسجل سعر نفط برنت أمس، في الأسواق العالمية 56.74 دولارا للبرميل بعد أن كان بلغ في أول يوم من العام الجديد 56.84 دولارا للبرميل بالتزامن مع بدء تطبيق الاتفاق القاضي بخفض الإنتاج بمعدل 1.2 مليون برميل يوميا من الدول الأعضاء في «الاوبك» وبمعدل 558 ألف برميل يوميا من الدول المنتجة غير الأعضاء. ويعد اقتراب أسعار النفط من عتبة 57 دولارا للبرميل مكسبا كبيرا بفضل تنفيذ هذا القرار المتوصل إليه بعد مجهودات حثيثة قامت بها دول المنظمة وخاصة الجزائر التي نجحت في إقناع دول داخل وخارج «أوبك» للانضمام إلى الاتفاق. وشرعت الدول غير الأعضاء في «أوبك» ويتعلق الأمر ب11 دولة على غرار روسيا والدول ال13 لهذه المنظمة التي قررت أواخر نوفمبر الماضي، سحب 1.2 مليون برميل من الأسواق في خفض إنتاجها من هذه المادة الخام وفق ما هو محدد في الاتفاق. وتوقع المختصون أن تكون بداية تفاعل السوق مع تطبيق خفض الإنتاج قوية كردة فعل أولى على هذا الاتفاق الذي وصفته أغلب المؤسسات المالية والاقتصادية في العالم بأنه تاريخي ومحوري وسيشكل ملامح جديدة لسوق النفط حول العالم. وفي هذا السياق توقع فيليب ديبيش، رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة أن يحصد النفط الخام خلال الأسبوع الجاري، مكاسب سعرية جيدة وربما يسجل الخام قفزات مرتفعة في الأسعار بسبب بدء تطبيق اتفاق خفض إنتاج النفط الخام إضافة إلى الأجواء التفاؤلية المحيطة بالاقتصاد العالمي في العام الجديد. وأشار ديبيش، إلى أن فائض المخزونات وتخمة الإمدادات ستتقلص تدريجيا مع مرور الوقت وذلك في ضوء توقعات بتطبيق ناجح والتزام جيد لاتفاق خفض الإنتاج متوقعا أن يبلغ السوق حالة جيدة من التوازن بحلول منتصف العام الجاري، وبالتزامن مع موعد إعادة تقييم اتفاقية خفض الإنتاج. وأبدى تفاؤلا كبيرا بإمكانية وصول الأسعار ما بين 65 و70 دولارا للبرميل مع نهاية العام الجاري. يذكر أن 11 دولة من «أوبك» تشارك بخفض الإنتاج بحجم 1.2 مليون برميل يوميا وهي كل من المملكة العربية السعودية ب486 ألف برميل والعراق ب210 آلاف برميل والإمارات ب139 ألف برميل والكويت ب131 ألف برميل وفنزويلا ب95 ألف برميل وأنغولا ب87 ألف برميل والجزائر ب50 ألف برميل وقطر ب30 ألف برميل وإيران بزيادة إنتاج بحجم 90 ألف برميل. بينما لم تحدد «أوبك» موقف الغابون والإكوادور، حيث تشاركان بنسب محدودة في حين تم إعفاء نيجيريا وليبيا وتجميد عضوية إندونيسيا. كما تشارك 11 دولة من خارج «أوبك» بخفض 558 ألف برميل يوميا وهي كل من روسيا ب 300 ألف برميل يوميا والمكسيك ب100 ألف برميل يوميا وسلطنة عمان ب45 ألف برميل يوميا وأذربيجان ب35 ألف برميل يوميا وكازاخستان ب20 ألف برميل يوميا وماليزيا ب20 ألف برميل يوميا وغينيا الاستوائية ب12 ألف برميل يوميا والبحرين بعشرة ملايين برميل يوميا وجنوب السودان بثمانية آلاف برميل يوميا وسلطنة بروناي بأربعة آلاف برميل يوميا والسودان بأربعة آلاف برميل يوميا.