في تحليل لما يحدث في ميانمار من اضطهاد ديني عِرقي ضد مسلمي الروهينغيا، هناك حقيقة لا تخفى على أحد؛ ألا هي أن درجة الاضطهاد والعنف قد ازدادت منذ تولي أون سان سو تشي رئاسة الوزراء في البلاد. هذا ما ورد في تقرير لمنظمة شبكة حقوق الإنسان في بورما (BHRN). فقد امتدت عمليات الاضطهاد الديني إلى شمال غرب إقليم أراكان حيث يعيش أكثر من 90.000 من المسلمين وقد نزح أكثرهم مدفوعين بأعمال عنف ممنهج تقوم به السلطات الرسمية في البلاد بدعم كامل من الجيش والحكومة.
وفي هذا الإطار، دعت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، لجنة جائزة نوبل إلى سحب جائزتها للسلام "فوراً" من رئيسة وزراء ميانمار، أون سان سو تشي، التي مُنحت لها عام 1991 "لجهودها ودورها الفعال في إحلال السلام لشعبها"
جاء ذلك بحسب بيان صادر عن الإيسيسكو، أمس الاثنين.
وقال البيان إن "ما تقوم به سلطات ميانمار من جرائم بشعة ضد أقلية الروهينغيا المسلمة بمعرفة رئيسة وزرائها وتأييدها عمل يتناقض مع أهداف جائزة نوبل ومع القانون الدولي وحقوق الإنسان".
إذ كيف يمكن أن يعاني الروهينغيا من التعذيب والتهجير في ظل حكم هذه الزعيمة التي سبق وكرمت لنضالها "لأجل السلام"!
واعتبرت المنظمة أن رئيسة وزراء ميانمار "فقدت بذلك الأهلية للجائزة". كما جددت الإيسيسكو دعوتها المجتمع الدولي ل"التدخل العاجل لوقف هذه المجازر، والانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في ميانمار".
كما سبق لمكتب زعيمة ميانمار اتهام المنظمات غير الحكومية الإنسانية بمساعدة "الإرهابيين" في إقليم أراكان، وتعني "بالإرهابيين" المسلمين الذين تقع عليهم أعمال العنف الحكومي الممنهج.
ويوم أمس أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فرار أكثر من 87 ألف من الروهينغيا من أراكان إلى بنغلاديش بسبب الانتهاكات الأخيرة بحقهم خلال 10 أيام الأخيرة.