حرم الخبير الفرنسي، فرانسوا بلاكار، الذي استنجد به رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، خير الدين زطشي، لإعادة هيكلة المديرية الفنية، من زيارة المدرسة العليا لعلوم الرياضية وتكنولوجياتها (إ.أس.تي.أس) سابقا، ضمن البرنامج الذي سطره مع الفاف. وكشف مصدر موثوق ل"الخبر"، أن الخبير الفرنسي، فرانسوا بلاكار، لم يتحصل على الموافقة للقيام بزيارة ميدانية إلى المدرسة العليا لعلوم الرياضة وتكنولوجياتها، بسبب خطأ فادح ارتكبه رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، في حلقة جديدة تضاف إلى مسلسل المهازل التي يعيشها قصر دالي إبراهيم. وحسب المصدر ذاته، فإن مدير المدرسة لم يكن على علم بزيارة فرانسوا بلاكار إلا صبيحة أمس الإثنين، عندما تلقى مكالمة من رئيس الاتحادية الجزائرية، خير الدين زطشي، يبلغه فيها أن الخبير الفرنسي سيزور المدرسة، ضاربا عرض الحائط بكل الأعراف والبرتوكولات المعمول بها، على اعتبار أن الزيارة هذه كان يجب أن تحضّر من قبل بمراسلة رسمية إلى المدرسة حتى يتسنى لمسؤوليها إبلاغ الوزارة الوصية التابعة لها (وزارة الشباب والرياضة) لمنحهم الضوء الأخضر، ناهيك عن التحضيرات التي يقوم بها مدير المدرسة عند استقبال زائر أجنبي. لكن زطشي، الذي يريد تكريس "عقلية الهاوي"، أراد أن يتصرف في المدرسة العليا لعلوم الرياضة وتكنولوجياتها، وكأنها مركز تابع للفاف لا يخضع لموافقة الهيئة التابعة لها، أو كأنه محل تجاري سيحظى بزيارة خبير فرنسي. وحسب مصدرنا، فإن مدير المدرسة أكد لرئيس الفاف زطشي، أنه سيراسل أولا الوزير، الهادي ولد علي، وينتظر موافقته قبل منحه الضوء الأخضر للخبير بلاكار ومرافقه تيكانوين لزيارة المدرسة. وعاود زطشي الاتصال بمدير المدرسة قصد تأجيل الزيارة إلى مساء أمس الإثنين، لكن الوزير الهادي ولد علي لم يمنح موافقته. ورفض الوزير الهادي ولد علي منح الموافقة لزيارة بلاكير إلى المدرسة (إس.تي.أس) سابقا، جعل المقربين من الوزير يؤكدون رفض هذا الأخير فكرة تعاقد الاتحادية مع هذا التقني، خاصة وأنه كان محل جدل في فرنسا وتعرض لعقوبات من الاتحاد الفرنسي، بعدما تسبب في فضيحة ما صار يعرف باسم "الكوطات". وحسب مصدر عليم، فإن الوزير الهادي ولد علي طالب بفتح تحقيق حول اختيار بلاكار لإعادة هيكلة المديرية الفنية الوطنية. فرئيس الاتحادية زطشي الذي تعرض لانتقادات لاذعة بسبب انفراده في اختيار التقني الإسباني ألكاراز لتدريب "الخضر"، يبدو أنه لم يحفظ الدرس جيدا، وراح يتعاقد مع خبير فرنسي مثير للجدل وماضيه سيئ، يريده أن يعيد رسم خريطة طريق الكرة الجزائرية. ولم يكتف زطشي بسوء الاختيار، وإنما أراد ضرب الأعراف والبروتوكولات، وأوفد الخبير الفرنسي ومرافقيه إلى المدرسة العليا لعلوم الرياضات وتكنولوجياتها دون إبلاغ مسبق لمسؤوليها. والسؤال الذي تبادر لأذهان إطارات المدرسة، ما هي فحوى الزيارة التي يقوم بها بلاكار إلى المدرسة التي تقوم بعمل بيداغوجي والخبير الفرنسي يريد إعادة هيكلة المديرية الفنية. وما يعاب على زطشي، أنه كان دائما يردد مقوله ضرورة منح الفرصة للكفاءات المحلية لتطوير الكرة الجزائرية، لكنه سار على خطى سابقيه وراح يتجاهل الإطارات الجزائرية القادرة على رسم خريطة طريق جديدة للكرة الجزائرية وتملك شهادات أعلى من التقنيين الأجانب. وفي ظل غياب رؤية واضحة لمستقبل الكرة الجزائر، ضل زطشي الطريق بين تبني النموذج الفرنسي أو الإسباني.