تمكن سكان قرية تفردود إحدى القرى الأكثر علوا في تيزي وزو من جني ثمار المثابرة أمس الأحد من خلال افتكاكهم لجائزة أنظف قرية في مسابقة "رابح عيسات". وسجلت هذه القرية، التي تحصي 1500 نسمة والواقعة على علو 1197 متر على سطح البحر بجبال جرجرةي منذ سنتين في جائزة المواطنة البيئية حيث اقتربت من الفوز في سنة 2016 بتصنيفها من بين الأنظف عشرة قرى في هذه المسابقة التي ينظمها المجلس الشعبي الولائي.
وأصر سكان تفردود على تحديهم بجعل قريتهم رمزا للنظافة و منح إطار معيشي رائع للمواطنين، وبهذا عاد أعضاء لجنة القرية إلى ديارهم في 13 أكتوبر 2016 بأيدي فارغة و لكن مسلحين بإرادة كبيرة للتفوق و رفع صيت قريتهم عاليا في طبعة 2017 لهذه المسابقة.
وتظهر المجهودات الكبيرة المبذولة من طرف سكان تفردود لتحسين إطارهم المعيشي للتمتع بظروف معيشية أفضل جليا فور الاقتراب من القرية. حيث نجد الطرقات نظيفة والقاذورات منعدمة على حوافها ولو ورق تغليف صغير أو أعقاب السجائر. ويسود القرية الانضباط كما أن الكل يتمتع فيها بسعة قلب كبيرة ي حسب شهادات أعضاء لجنة القرية الذين التقيناهم بعين المكان.
وتم توسيع مدخل القرية القديم و تعليق شاشة الكترونية كبيرة ترحب بالزائرين وتعطي معلومات حول ارتفاع القرية التي تعد أعلى قرية في منطقة القبائل (بارتفاع يقدر ب 1197 ).
وتؤكد الطريق التي تنفتح بمنحدر حاد ميزة هذه القرية الجبلية التي تقابل أعلى قمة في جرجرة وهي لالة خديجة.
وتمثل أول نشاط بيئي للسكان في القضاء على المفرغة العشوائية التي كانت موجودة قرب المقبرة والتي كانت تشكل نقطة سوداء تشوه من صورة المكان و تهدد بتلوث أراضي ومياه القرية.
ووضعت صناديق للنفايات في كافة أرجاء القرية و شرع السكان في الفرز الانتقائي للنفايات بفصل القابلة منها للتحلل البيولوجي و الموجهة لصناعة الأسمدة وتجميع الخبز القديم ليستفيد منه المربين بالإضافة إلى فرز النفايات الورقية الموجهة لإعادة الرسكلة.
وفضلت لجنة القرية خيار المحافظة على الهوية المعمارية التقليدية للقرية والقيام بمشاريع لتزيين هذا الهيكل القروي حيث تتوسط تاجمعت القرية بهدف تحويله نوعيا مع المحافظة على الروح الأصلية المجسدة للقرية الجبلية ي وفقا لعضو لجنة القرية محند سالم سعدالي.
وزينت الشوارع الضيقة المؤدية لتفردود القديمة بأصص الورود من طرف العائلات التي تقوم بالاعتناء بها مما أضفى نعومة على الجدران المبنية بالأحجار الجافة للبيوت التقليدية القبائلية التي يعتني بها أصحابها بشكل رائع.
وتم تهيئة مساحات خضراء على مستوى جميع الساحات إلى جانب لوحات جدارية لتزيين أسوار هذه القرية الجميلة التي تحيط بها أشجار التين التي تدل على طابع المنطقة.
وكانت ورشة الإصلاحات كبيرة جدا حيث أن تفردود الواقعة على قمة مثلجة في كل فصل شتاء شهدت خسائر كبيرة بسبب الانزلاقات الأرضية التي تسببت في تدهور شبكة الطرقات خلال العاصفة الثلجية لسنة 2012 التي عاشتها الولاية. كما تسبب ربط القرية بالغاز الطبيعي في القضاء على الجزء المتبقي من الطرقات حسب ويدير حمداشي رئيس لجنة القرية.
غير انه تم إعادة تهيئة الأماكن الرمزية كنافورات تالة نوادا التي ردمت تحت الأرض و المقبرة ومربع الشهداء ال28 للقرية مع القيام بأشغال تزيينية لإعادة إحيائها و المحافظة على أصالتها ي يضيف السيد سعدالي.
وتم تشييد منشآت عصرية بذكاء أنجزت بفضل تبرعات القرويين والجالية المهاجرة على غرار مركز ثقافي و قاعة للحفلات و فضاء للعب الأطفال مغطى بالعشب الاصطناعي ومسبح و حضانة.
والى جانب الراحة و المتعة التي تقدمها هذه الفضاءات تساهم هذه الأخيرة في توطيد الرابط الاجتماعي بين القرويين لأنها أماكن للالتقاء.
وأشار سعدالي إلى أن هذه الديناميكية انعكست إيجابا على جميع الأصعدة لأنها أنجزت بالموارد المالية للقرويين ي كما أنها ساهمت في ترقية المنظر العام للقرية مما جعل من تفردود قرية يحلو العيش فيها لتوفرها على البنى التحتية التي تنمي من القدرات الثقافية و الاجتماعية والرياضية للسكان.