شرعت قرى ولاية تيزي وزو، منذ أيام، في حملات تطوعية لتنظيف المحيط، حيث باشرت هذه العملية سعيا منها لإعطاء وجه جميل لقرى المنطقة وضمان النظافة والقضاء على النفايات التي أضحت هاجس السكان، في ظل انتشار كبير للمفارغ العشوائية التي أثرت سلبا على الطبيعة، وتحولت إلى مصدر لانتشار الأمراض والكلاب الضالة وغيرها. وتتواصل الدعوات بولاية تيزي وزو لتنظيم حملات التنظيف بعدة مناطق منها، من خلال ما يُعرف ب«تشمليث" وذلك خلال كل أسبوع، يشارك فيها المواطنون والحركة الجمعوية، خاصة الجمعيات الناشطة في مجال حماية البيئة. وقد كان لألسنة النيران التي شبت بالولاية خلال الأسابيع الأخيرة، يد في إيقاظ الوعي وتحسيس المواطنين بأهمية العودة إلى حملات التنظيف من أجل ضمان حماية ممتلكاتهم ومنازلهم وأرواحهم من الهلاك، خاصة بعد ما عاشوه من مخاطر إثر زحف النيران نحو القرى. ولم تتوقف نشاطات القرويين عند هذا الحد، حيث بلغ الأمر ببعض القرى إلى التفكير في إنجاز مشروع الفرز الانتقائي للنفايات، حيث يضمن هذا المشروع سهولة جمع النفايات واستغلالها، من جهة لخلق الثروات من عائدات بيع المواد القابلة للرسكلة، ومن جهة أخرى لخلق مناصب شغل لأبناء القرية، حيث بدأت عملية إنجاز مراكز الفرز الانتقائي مع إعادة بعث مسابقة عيسات رابح لأنظف قرية، التي حفّزت الجمعيات بالقرى من أجل العمل؛ سعيا لضمان الفوز بالمسابقة والحصول على مبلغ مالي يمكن استغلاله لخدمة مصلحة القرية، كإنجاز شبكات الماء والطرقات وشبكات الصرف الصحي، إلى جانب تهيئة تاجمعت والمقبرة والمسجد وغيرها، لكن مؤخرا انتشر هذا الفكر ليس فقط من أجل المشاركة في المسابقة ولكن رغبة من طرف السكان، في إحياء العادات القديمة "تشمليث"، والمتمثلة في تنظيم حملات تنظيف دورية. وقررت قرية آيت ميزار ببلدية بوزقان التوجه نحو هذا المجال، علما أنها ليست القرية الوحيدة التي قامت بإنجاز مركز الفرز الانتقائي للنفايات، حيث أصبح متوفرا بالعديد من القرى خاصة تلك التي تسير وفق نظام معيّن يحدد مسار القرى والسكان معا في سبيل تطوير القرية في شتى المجالات، حيث قامت قرية آيت ميزار بإنجاز مركز الفرز الانتقائي الذي ينتظر دخوله حيز الخدمة قريبا. وذكر أحد سكان القرية ل "المساء" أن مبادرة سكان آيت ميزار تهدف إلى المساهمة في حل مشكلة النفايات بهذه المنطقة نهائيا؛ ما يضمن تسييرا منظما للنفايات المنزلية عبر إخضاعها لعملية الفرز والرسكلة التي ينجزها السكان بقريتهم. وسعيا لإنجاز المشروع الذي لقي ترحيبا من طرف السكان، تعتزم لجنة القرية إطلاق حملة تحسيسية قريبا لفائدة السكان، من خلال وضع برنامج يهدف إلى تحسيس وتربية المواطنين على فكرة الفرز الانتقائي للنفايات قبل رميها في الحاويات الخاصة بها، حيث إن هدف لجنة القرية من هذه الحملة هو ضمان انخراط كل المواطنين في عملية الفرز لضمان نجاح المشروع، إذ سيتم توضيح كيفية الفرز التي من شأنها تغيير سلوكات المواطنين ودفعهم إلى المساهمة في تسيير نفاياتهم وتقليص حجمها وحماية محيطهم وضمان صحتهم، إلى جانب حماية حقولهم والموارد المائية من التلوث.