أعلن وزير الاتصال، جمال كعوان، أن "القرار المتعلق بفتح الإعلان عن الترشح لمنح رخص إنشاء خدمات البث التلفزيوني الموضوعاتية، ستعاد دراسته مع الفاعلين المعنيين، لجعله متكيفا مع متطلبات المشهد الإعلامي للسمعي البصري في الجزائر". وقال كعوان، أمس بالعاصمة، على هامش مراسم الاحتفال بالذكرى 55 لاسترجاع السيادة على التلفزيون والإذاعة، إن "القرار في الصيغة التي صدر عليها لا يستجيب لطموحات وسائل الإعلام الجزائرية وللتقدم الذي أحرزته في المجال السمعي البصري". وأضاف كعوان، حسب وكالة الأنباء الجزائرية: "نحن عائلة واحدة ونحن في الاستماع إليهم، ولقد أخذنا آراءهم بعين الاعتبار، وسنعيد دراسة هذا الملف ليكون متماشيا مع التطور الكبير في مجال السمعي البصري والتكنولوجيات". وأوضح الوزير بأنه "استجابة لطلبات وملاحظات أسرة السمعي البصري الجزائرية، ستتم مراجعة القرار المتعلق بفتح الإعلان عن الترشح، لأننا أخذنا طلباتهم بعين الاعتبار". ويذكر أن القرار المتعلق بفتح الإعلان عن الترشح لمنح رخص إنشاء خدمات البث التلفزيوني الموضوعاتية، قد تم نشره في الجريدة الرسمية. وصدر القرار لمنح 7 رخص لإنشاء 7 خدمات للبث التلفزيوني الموضوعاتية تتعلق بالأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية، الثقافية، الشباب، فن الطبخ، الاكتشافات، المسلسلات إلى جانب الأحداث الرياضية. إعلان مراجعة الترشح لمنح رخص إنشاء خدمات البث التلفزيوني الموضوعاتية، جاء بعد الانتقادات والمآخذ التي وجهها مختصون في قطاع السمعي البصري، للشروط التي وردت في القرار الوزاري، ما جعلها تسيء إلى صورة الجزائر والتعددية الإعلامية. ومن بين تلك المآخذ، الشرط المفروض بنظام ضغط الفيديو الرقمي، الذي هو نظام "م.بي.أو.جي 2"، حيث تكون قدرة طريقة الدمج ثابتة مع تدفق ثابت قدره 3 ميغابايت في الثانية "م.بي.بي.س" لكل قناة، فيما نظام البث عبر الساتل بالنسبة للقنوات هو نظام "بي.في.بي.س"، حيث إن هذا التدفق تجاوزه الزمن ولا يصلح لنقل صورة نقية وصافية خصوصا للقنوات الحالية التي تعتمد على تقنية "آش.دي". ويأمل الناشطون في مجال السمعي البصري أن يتم مراجعة حصر البث عبر ساتل "أوتال سات"، وترك الحرية للقنوات باختيار القمر الاصطناعي الذي يلائمها، خصوصا وأن دفع تكاليف استغلاله أصبح "ثمنا رمزيا" بسبب المنافسة الشديدة في هذا المجال. ويشير القرار الوزاري إلى البث الرقمي لخمس قنوات تلفزيونية موضوعاتية على الساتل "أوتال سات 7" على الوضعية المدارية 7.3 درجات غربا، مع تغطية الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقناتين تلفزيونيتين موضوعاتيتين على الساتل "أوتال سات 5" على الوضعية المدارية 5.0 درجات غربا، مع تغطية المغرب العربي الكبير والتركيز على الجزائر. من جهة أخرى، وبخصوص تغطية الانتخابات المحلية، أعرب كعوان عن "ارتياحه للتحضيرات الجيدة، على الصعيد التقني والمهني لوسائل الإعلام العمومية بمناسبة هذا الموعد الهام في الحياة الوطنية، وذلك قصد أداء مهمة المرفق العمومي باحترافية". وبشأن استثناء القناة الإذاعية الثالثة والقناة التلفزيونية "كانال ألجيري"، من بث المداخلات المباشرة للمترشحين، مثلما جرت العادة سابقا، أوضح الوزير أن الأمر "لا يتعلق باستثناء، بل باللغة (الفرنسية) المستعملة في التدخلات المباشرة، طبقا للقانون، إذ يشترط استعمال اللغتين الوطنيتين الرسميتين في التدخلات المباشرة". وأضاف بأنه يمكن للقناة الثالثة وكانال ألجيري بث التدخلات المباشرة، بهاتين اللغتين. موضحا أن "هناك جميع المجالات الأخرى للمساهمة في الحملة الانتخابية لاسيما مختلف الحصص والروبورتاجات والتغطيات". وردا عن سؤال لصحفية بالإذاعة الوطنية حول "الانسداد" في تطور المسار المهني بالمؤسسة، دعا الوزير إلى "الحوار والتشاور بين مختلف الأطراف"، مضيفا "وجهوا لي كل المراسلات الضرورية. يجب أن أطلع على الوضع وسندرس المسألة بجدية مع كل الأطراف المعنية".