فاجأت تقارير إعلامية أمريكية العالم، الجمعة الماضي، بأنباء حول اعتزام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، في خطاب مرتقب له اليوم الأربعاء، يأتي هذا فيما أكد البيت الأبيض الأمريكي الخبر أمس الثلاثاء، معلنا عن تصريحات مرتقبة حول نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. وجاءت ردود الأفعال الدولية إزاء هذا القرار المنتظر في اتجاه واحد، حيث اتفقت العديد من الدول والهيئات الدولية على تحذير واشنطن من مغبة هذه الخطوة التي يمكن أن تشعل فتيل الحرب والتوترات في المنطقة، وفيما اقتصرت بعض المواقف على التحذير تجاوزتها أخرى نحو التهديد والوعيد ..فكيف كان رد العالم إزاء هذه الخطوة المرتقبة ؟! لم يقف الفلسطينيون صامتين أمام هذا الخطر الذي يتهدد قضيتهم ، فكانت ردة الفعل الأولى من السلطة الفلسطينية والقيادات والفصائل، حيث طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس زعماء روسيا وفرنسا والأردن وبابا الفاتيكان بالتدخل لمنع اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة واشنطن إليها. من جهتها استنكرت الفصائل الفلسطينية و شجبت ما يعتزم ترامب تنفيذه، وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية حماس حذرت دونالد ترامب من الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل، ودعت إلى تأجيج "انتفاضة القدس كي لا تمر هذه المؤامرة"، داعية الشعب الفلسطيني "إلى الوقوف سداً منيعاً وسوراً عالياً في وجه هذا القرار الغاشم، وتأجيج انتفاضة القدس كي لا تمر هذه المؤامرة". من جانبها، حذرت الخارجية الأردنية واشنطن من "عواقب خطيرة" إذا ما اعترفت بالقدس عاصمة للكيان .وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إنه أبلغ نظيره الأمريكي ريكس تليرسون بأن أي إعلان بهذا الشأن سوف يثير غضبا عارما في العالمين العربي والإسلامي. أما الرياض فقد علقت مؤكدة أن عزم الإدارة الأمريكية الإعتراف بالقدس عاصمة للكيان ، خطوة سيكون لها تداعيات بالغة الخطورة، واستفزازا لمشاعر المسلمين كافة". في المقابل هدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بقطع العلاقات مع الاحتلال إذا اعترفت الولاياتالمتحدةبالقدس عاصمة له. وقال أردوغان إن مثل هذه الخطوة تعد تجاوزا ل"لخط أحمر" بالنسبة للمسلمين. واعترض المرشد الإيراني الأعلى أية الله علي خامنئي على مبادرة ترامب مؤكدا إن نية الولاياتالمتحدة لنقل سفارتها إلى القدس دليل عجزها وفشلها في حل القضية الفلسطينية. وأضاف قائلا " فراعنة اليوم وهم أمريكا والكيان الصهيوني وكل أذنابهما في المنطقة يريدون إشعال حرب". هذا وأبدت الخارجية البريطانية مخاوفها وقلقها من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المرتقب حول القدسالمحتلة. فيما صرح السفير الفلسطيني في بريطانيا حساسيان معلقا في ذات الصدد " إن إعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل بمثابة "قبلة الموت لعملية السلام"، مضيفا أن إعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ربما يكون بداية لتجدد العنف. كما حذر الاتحاد الأوروبي ترامب من الدفع بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل المزمع اليوم الأربعاء، موضحا أن "أي تصرف من شأنه تقويض "جهود السلام الرامية لإقامة دولتين منفصلتين للإسرائيليين والفلسطينيين "يجب تفاديه تماما". من جانبها أكدت الحكومة الفيدرالية الكندية أنها لن تنقل سفارتها في "إسرائيل" إلى القدس وستبقي على سفارتها في تل أبيب، مشددة على أنها ما زالت لا تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل يأتي هذا في الوقت الذي أمرت فيه واشنطن بتعزيز الحراسة حول السفارات في الشرق الأوسط بقوات مارينز تحسبا من اندلاع احتجاجات عقب إعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني. فيما رفع الأمن الإسرائيلي حالة التأهب في مناطق التماس في الأراضي المحتلة تحسبا لأي ردود فعل من التصريحات المرتقبة لترامب بشأن مصير القدس.