أكدت اليوم الأربعاء المنظمة غير الحكومية المعنية بالأزمات الدولية "انترناشنل كرايزيس غروب" أنه يتعين على القوات المشتركة لمجموعة ال5 لدول الساحل التي تسعى إلى حل النزاعات الأمنية في منطقة الساحل كسب ثقة القوى الاقليمية المتمثلة في الجزائر والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إكواس) والحصول على دعمهما لبلوغ أهدافها. وفي تقرير تحت عنوان " قوة مجموعة ال 5 لدول الساحل: التموقع في ظل التزاحم الأمني" أشارت هذه المنظمة, التي تعمل على الوقاية من النزاعات وتسويتها بالاعتماد على تحليل الوضع في الميدان, إلى أنه "يجب على مجموعة ال5 لدول الساحل وقوتها العسكرية (...) كسب ثقة الجزائر والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا" لمعالجة حالة عدم الاستقرار المقلق الذي تعاني منه مالي ومنطقة الساحل عموما.
كما أبرزت في هذا السياق أن هاتين القوتين الإقليميتين تفضلان حاليا مسار نواكشوط الذي يضم 11 بلدا من غرب أفريقيا وحوض بحيرة تشاد والمغرب العربي كونه "أكثر شمولية".
وأوضحت ذات المنظمة غير الحكومية أنهما تعتبران أن مسار نواكشوط "أكثر شرعية" كونه صادر عن "الاتحاد الأفريقي".
وحذرت "انترناشنل كرايزيس" أنه "في ظل غياب توافق أفضل مع هذين الشريكين فإن البحث عن انسجام جهوي أكبر سيفضي الى انقسامات جديدة بين الجيران".
وبعد الاشارة الى العملية "البطيئة والصعبة" لبناء قوة وكذا الطاقات التي تجندها, اعتبرت المنظمة أن هذا الجانب لا ينبغي أن "ينسي أنه يوجد مسار سلام " في شمال مالي وأنه يمثل "إلى يومنا هذا الحل السياسي الوحيد" لأزمة "تعد سياسية واجتماعية قبل أن تكون عسكرية".
"بعبارة أخرى, فإن القوة المشتركة لمجموعة ال5 لدول الساحل لا ينبغي أن تشكل واجهة تخفي غياب نظرة سياسية", تضيف المنظمة.
وتساءلت المنظمة حول مكانة هذه القوة المشتركة في "فضاء الساحل المتميز بتزاحم المبادرات العسكرية والديبلوماسية المتنافسة أحيانا" مشيرة الى أن هذه القوة الجديدة تتطور في منطقة يتجاوز فيها عدد الجماعات المسلحة العشرين.
وذكرت في هذا الإطار المنطقة تشهد وجود قوات بعثة الأممالمتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما) وعملية "برخان" الفرنسية وكذا وحدة عسكرية أمريكية مجهولة العدد.
كما أشار التقرير إلى أن "نجاح أو فشل هذه القوة الجديدة يتوقف بشكل كبير على تموقعها في ظل هذه التزاحم الأمني وكذا تنسيق عملها مع القوات العسكرية المتواجدة هناك منذ 2013".
ويذكر أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد اجتمع اليوم الاربعاء في باريس بقادة دول مجموعة ال5 للساحل وهم المالي إبراهيم بوبكر كايتا والنيجيري محمدو إيسوفو والبوركينابي روش مارك كريستيان كابوري و التشادي إدريس ديبي والموريتاني محمد ولد عبد العزيز وذلك بهدف الاسراع في عملية إنشاء هذه القوة المشتركة.
وحذرت منظمة انترناشنل كرايزس أنه "يتوجب على المبادرين بالقوة المشتركة ال5 لدول الساحل الادراك بأن بناء هذه القوة و بصفة عامة تسوية النزاعات في الساحل, ليس فقط قضية سلاح و مال".