نظم، اليوم الأربعاء، الآلاف من متقاعدي وجرحى ومعطوبي ومشطوبي الجيش الوطني الشعبي وقفة احتجاجية سلمية، بساحة حي ڨهدور الطاهر بمدينة ڨالمة، جدّدوا من خلالها رفع مطلب الإفراج عن مؤسّسيْ التنسيقية الوطنية لتنظيمهم، الموقوفين سعيدي عبد العزيز وحسيني عمار، اللّذين يرى المحتجون أنّهما الممثليْن الموكل إليهما رفع المطالب ال42 لفئتهم، التي يعتبرونها حقوقا. شارك في الوقفة الاحتجاجية السلمية، قرابة ال10 آلاف شخصا، الذين قدموا من مختلف ولايات الوطن، محوّلين الوقفة الاحتجاجية من وقفة جهوية إلى وقفة وطنية، بعدما انضم سائر نظرائهم من باقي ولايات القطر، إلى هذه الوقفة، دعما لزملائهم مثلما ذكر لنا العديد من المشاركين خلال تغطيتنا للوقفة.
وذكر مواطنون من العمارات المحاذية لساحة ڨهدور الطاهر التي تجمع فيها المحتجون، أنّ بعض وفود الولايات توافدت على الساحة منذ الصباح الباكر، للمشاركة في هذه الوقفة الاحتجاجية. وقد تواصل توافد المشاركين في الوقفة إلى غاية الظهر على غرار ولاية الشلف، مثلما أعلن ممثلها لدى تناوله الكلمة، بمجرد وصوله إلى الساحة، التي طوّقت بتعزيزات أمنية ومركبات بوليسية من مختلف الأنواع بما في ذلك بعض الكاسحات التي تستعمل في فتح الطرقات أوقات الاحتجاجات.
وحمل المحتجون لافتات تندّد بقضية توقيف القيادييْن الوطنييْن سعيدي وحسيني، وتذكّر بتضحيات متقاعدي ومعطوبي ومشطوبي الجيش، وتعدّد المظالم التي ألحقت بهم، كما حمل بعض المشاركين الأعضاء الاصطناعية وهم يرددون عبارات الاشتكاء من التضييق على هذه الشريحة وفي مقدمتها ضحايا عشرية الدم. وقد رفعت في الوقفة الاحتجاجية السلمية صور للموقوفيْن سعيدي وحسيني، وأخرى للرئيس الراحل هواري بومدين، ومعها الرايتان الجزائرية والفلسطينية. في حين ظلت عيون حشود أفراد الشرطة التي انتشرت بالمكان بعرباتها المتنوعة، ترقب المحتجين عن كثب، حسبما عايناه طوال الفترة الصباحية.
وفي تصريح ل"الخبر" بساحة الاحتجاج، أكّد المنسّق الوطني للتّنسيقية الوطنية لمتقاعدي وجرحى ومعطوبي ومشطوبي الجيش وذوي حقوقهم، مروان بصافة، أن الوقفة الجهوية أخذت طابعا وطنيا، بعد التحاق سائر الولايات بڨالمة ، مقدرا عدد المشاركين بنحو 10 آلاف شخص، الذين حضروا لتأكيد وقوفهم مع زملائهم المحبوسين، حسيني عمار وسعيدي عبد العزيز . وقال بصافة بأن من بين مطالب المحتجين "وقف المتابعات القضائية ضد ناشطي ومناضلي التنظيم"، وأنّ الوقفة تؤكد استمرار وقوف هذه الفئة للمطالبة بحقوقها، موجها نداء إلى السلطات سواء العسكرية أو السياسية أن تنظر إلى هذه الفئة، لأن مطالبها بسيطة وهي "العيش الكريم". واعتبر بصافة الحضور القوي تأكيدا على الالتحام، قبل أن يؤكّدعلى المطالبة بالإسراع في إطلاق سراح القياديين الموقوفين، وهو مطلب مستعجل كما قال، و بتحققه يمكن متابعة بقية الحقوق، وأنّ المحتجّين لن يتنازلوا عن المطلب سالف الذكر "قدر أنملة" كما يقال. وتحدث عن استفزازات وتضييقات على القادمين من بعض الولايات، من طرف مصالح الأمن.
من جهته قال المنسق جنيبة رياض من الناحية الشرقية للوطن، أن تنظيم الوقفة تزامن مع إحياء ذكرى وفاة "الموسطاش "الرمز هواري بومدين، ابن قلعة ال08ماي، وأنّ الوقفة التي تحوّلت من جهوية إلى وطنية، بعد التحاق ولايات الوسط والغرب والجنوب، مطلبها الرئيسي هو "الإطلاق الفوري لسراح مؤسسي التنسيقية سعيدي وحسيني"، اللذين يرى بأنهما هما من يتفاوض بشأن المطالب المعنوية والاجتماعية والاقتصادية وردّ الاعتبار لهذه الفئة ،"والعيش الكريم " لكل منتسب إليها مثلما قال.
ودعا المتحدث نفسه إلى "محاسبة المسئول عن تهميش هذه الفئة وتفقيرها، بعدما كانت على حد ذكره، وفي وقت من الأوقات رافعة الراية الوطنية، وتُدعى "حماة الوطن" مثلما قال. وتحدث منسّقون من عدة ولايات عن تضييقات على الوفود القادمة إلى ڨالمة، للمشاركة في هذه الوقفة الاحتجاجية، مفيدين بمنع البعض منهم من المرور، على مستوى بعض الحواجز الأمنية، ما اضطرّ الكثيرين منهم إلى الالتحاق بالوقفة الاحتجاجية راجلِين، فيما خضر بعضهم لتحرير محاضر من مصالح الأمن .