عادت ليلة الجمعة إلى السبت الثلوج إلى مرتفعات الشريعة والأطلس البليدي راسمة بذلك منظرا جميلا ناصعا البياض استبشر له الكثير من السكان والأطفال وكذا الفلاحين في الوقت الذي سجل فيه سيولة مرورية "نسبية". واكتست مرتفعات الأطلس البلدي و أشجار الصنوبر الحلبي إثر هذا الانقلاب الجوي الذي يميز مناطق وسط البلاد والذي جاء مصحوبا بانخفاض حاد في درجات الحرارة حلة بيضاء دفعت بالكثير من محبي الطبيعة إلى الصعود إلى جبال الشريعة غير أن الظروف المناخية المتقلبة ووضعية الطرقات المسدودة نسبيا حالت دون ذلك.
كما وصل سمك الثلوج المتهاطلة إلى مناطق كل من بوعرفة وسيدي سالم وبن عاشور الجبلية القريبة من المدينة.
واصطفت العديد من المركبات منذ الساعات الأولى بالطريق المؤدي إلى مرتفعات الشريعة عبر منطقة باب الرحبة وعلى جزء من الطريق الوطني رقم 37 تأهبا للصعود غير أن صعوبة المسلك المعروف بطرقاته الملتوية وخطر انجراف التربة و كذا تجند مصالح الدرك الوطني بعين المكان حال دون بلوغ هؤلاء وجتهم مكتفين برؤيته من قريب فيما حملت مركبات سكان المنطقة القاصدة للمدينة الثلوج معها ليتباهى بها هؤلاء بالشوارع.
وكانت مصالح الدرك الوطني مدعومين بعتاد مديرية الأشغال العمومية و كذا الحماية المدنية قد تجندوا منذ الساعات الأولى لفتح المسالك المغلقة بفعل التساقط الكثيف للثلوج وذلك لضمان لسكان المنطقة و قاطنيها من قضاء حاجياتهم اليومية.
وفي هذا الصدد أوضحت مصالح الحماية المدنية أنه سجل سيولة "نسبية" على مستوى الطريق الوطني رقم 37 الرابط بين البليدة ومرتفعات الشريعة.
وأوصت ذات المصالح المواطنين والسياح إلى تفادي الصعود إلى هذه المنطقة في ظل استمرار التقلبات الجوية هذه لما يمكن أن تشكله من خطر على سلامتهم.
كما سجلت ذات المصالح انسداد على مستوى الطريق الوطني رقم 64 الرابط بين بوقرة والعيساوية نحو ولاية المدية و كذا على مستوى الطريق الرابط بين بوعينان وتاباينت والشريعة.
وشكلت هذه الوضعية المناخية مادة دسمة لهواة و متصفحي مواقع التواصل الاجتماعي المهتمة بالشأن المحلي حيث تناقلت هذه الأخيرة صورا وفيديوهات رائعة لمنطقة الشريعة كتبت عليها شعارات مرحبة بالزوار و أخرى مستبشرة بالمعطف الأبيض الذي تلبسه المنطقة.
من جهتهم استبشر الفلاحون خيرا بهذه الثلوج التي من شأنها أن تغذي الطبقة الجوفية بالولاية التي تعتمد عليها بالدرجة الأولى في سقي مختلف منتوجاتهم الفلاحية وتساهم في نجاح الموسم الفلاحي الحالي, كما قال مدير غرفة الفلاحة بالولاية عبري محمد.