تستعد الحكومة لمواجهة سلسلة جديدة من الحركات الاحتجاجية في الايام لمقبلة بعد الفشل في التوصل إلى اتفاق مع ممثلي الأطباء المقيمين ونقابات التربية وطلبة المدارس العليا للأساتذة والتربية البدنية. وفشل أمس الاجتماع الذي كانت تعلق عليه آمال كبيرة في التوصل إلى حل ينهي إضراب الأطباء المقيمين الذي بدأ شهر نوفمبر الفارط، وانتهى بدون التوصل إلى اتفاق حول النقاط الخلافية بين وزارة الصحة والأطباء المقيمن الذين أعلنوا عن خطوات تصعيدية أهمها التلويح بشبح السنة البيضاء ومواصلة الاحتجاجات، حيث من المنتظر تنظيم مسيرة وطنية حاشدة غدا الأربعاء في ولاية قسنطينة، بعد تلك التي شهدتها كل من وهران والجزائر العاصمة.
في قطاع التربية بلغت الأوضاع مرحلة كبيرة من التعفن خاصة مع تمسك كل طرف بمطالبه، فالوزارة مصرة على مواصلة تطبيق قرارات عزل الأساتذة، في حين نقابة الكنابست مصرة على مواصلة الإضراب حتى تحقيق المطالب، هذه الأخيرة تلقت دعما من خمس نقابات منضوية تحت لواء التكتل النقابي لعمال التربية والتي هددت بن غبريت باتخاذ خطوات تصعيدية في حال واصلة تجاهل سياسة "اللاحوار" حسبها، وما زاد من خلط الأوراق هو ظهور التلاميذ كطرف ثالث في المشهد قد يفجر الأوضاع أكثر خاصة بعد خروجهم إلى الشارع في عدة ولايات رافضين الأساتذة المستخلفين، وهو ما دفع بالوزيرة إلى اتهام النقابات بتحريضهم.
الأوضاع في قطاع التعليم العالي لا تختلف عن سابقيها بعد تهديد الوزارة لطلبة المدارس العليا للأساتذة المضربين منذ ثلاثة أشهر بإجراءات عقابية في حال لم يلتحقوا بمقاعد الدراسة، وهو الأمر الذي لم يتقبله الطلبة مفاجئين الجميع بتنظيم اعتصام كبير أمام مقر الوزارة أمس الاثنين فرقته قوات الأمن بالقوة ما زاد من حدة الغضب لديهم متوعدين بخطوات تصعيدية أكبر، وهو ما ينطبق على طلبة التربية البدنية المضربين منذ شهر نوفمبر الماضي والذين نظموا عدة وقفات احتجاجية عبر الوطن أحدها أربك تجمع الوزير الأول احمد اويحيى ببسكرة.
كل هذا مع إعلان حوالي 12 نقابة مستقلة ممثلة لقطاع التربية والصحة والتكوين المهني والبريد والمنضوية تحت لواء التكتل النقابي المستقل، عن خطواتها التصعيدية لمواجهة ما وصفها اعتماد الحكومة العمل النقابي والتعسف في استعمال السلطة واللجوء الآلي للعدالة في فض النزاعات الجماعية.
وأعلن التكتل النقابي عن الدخول في إضراب وطني شامل يوم 04 أفريل المقبل مع تنظيم تجمعات جهوية يعلن عن أماكن تنظيمها لاحقا.