اضطرت وزارة الصحة والسكان، أمس، إلى تعديل برنامج التلقيح فيما يخص الفئات العمرية للأطفال الرضع بسبب تفشي وباء البوحمرون في وسط الأطفال الرضع ما دون سن 11 شهرا، وذلك بتوجيه تعليمة رسمية بناء على رأي خبرائها في الصحة، يتم بموجبها تخفيض سن تلقيح الأطفال الرضع إلى 6 أشهر من العمر عوض اقتصاره على سن 11 شهرا فما فوق. أكدت مصادر مطلعة ل"الخبر" تلقي مديرية الصحة لولاية الوادي، أمس، مراسلة رسمية من مديرية الصحة والوقاية بوزارة الصحة والسكان تلزم المصالح الصحية والاستشفائية المختلفة بتلقيح الأطفال الرضع الذين تبلغ أعمارهم من 6 أشهر إلى 11 شهرا والذين كانوا مستثنين حتى الآن من حملات التلقيح ضد مرض الحصبة "البوحمرون". واعتمدت التعليمة في تلقيح الرضع من الفئة العمرية بين 6 إلى 11 شهرا بناء على ما اعتبرته "رأي الخبراء"، ما يعني أن خبراء الأوبئة والأمراض المعدية نصحوا بوجوب تلقيح هذه الفئة العمرية من الرضع، خاصة بعد تسجيل العديد من إصابات العدوى بمرض البوحمرون في منطقة الوادي وكذا حالات وفاة في صفوفهم. وحسب مذكرة مديرية الصحة الموجهة إلى مختلف المصالح الصحية والاستشفائية لحملات التلقيح الجارية، حصلت "الخبر" على نسخة منها، فإن هناك نوعين من اللقاح الموجه للأطفال الصغار، حيث يخضع الأطفال من سن 6 أشهر إلى 5 سنوات كاملة إلى اللقاح من نوع "أر.أو.أر" ومن 6 سنوات إلى 14 سنة كامل إلى اللقاح من نوع "أر.أر". وشددت المذكرة على وجوب التنفيذ الحرفي للتوجيهات المقدمة فيما يخص تلقيح هذه الفئة العمرية من الأطفال خلال حملات التلقيح الجارية ضد وباء البوحمرون. وعزا مصدر طبي اضطرار وزارة الصحة لتوجيه تعليمتها لتخفيض سن التلقيح لدى الأطفال الرضع حتى 6 أشهر خلافا للبرنامج الوطني للتلقيح الذي يقتصر على تلقيح الأطفال ما فوق 11 شهرا إلى ملاحظة خبراء الصحة انخفاض مستوى المناعة الطبيعية اللازمة لمقاومة المرض جراء عدم الإرضاع الطبيعي من الأم، ما جعلهم يتعرضون بسهولة للإصابة بمرض البوحمرون. إلى ذلك، تتواصل حملات التلقيح عبر مختلف مناطق الوادي، فيما تقوم لجنة التحقيق الوزارية بعملها في التنقل ومراقبة بؤر انتشار الوباء. وتتكون اللجنة من الأخصائية في الأمراض المعدية الطبيبة هندل عزيزة والطبيبة الأخصائية من المعهد الوطني للصحة العمومية بوغفالة آمال. كما كشفت مصادر طبية عن زحف وباء البوحمرون، مؤخرا، على بعض أحياء عاصمة الولاية نتيجة تفشي العدوى، بعد تسجيل 12 حالة وفاة من الصغار والكبار في مختلف المناطق، أما عدد الأشخاص الملقحين فبلغ نحو 100 ألف فيما تم تسجيل أكثر من 900 إصابة مؤكدة بالبوحمرون، في حين كشف مصدر طبي توفر اللقاح ضد مرض الحصبة بكميات كبيرة جدا، كما تشهد الحالة الوبائية استقرارا نسبيا من حيث تفشي الوباء نظرا للتدخل الكبير لتطويقه في بؤر انتشاره. من جهة أخرى، علمت "الخبر" من مصادر مطلعة أن بعض أحياء مدينة حاسي مسعود بولاية ورڤلة تشهد حالة استنفار واسعة، حيث تم تسجيل عدة إصابات بالبوحمرون في حي بوعمامة الشعبي "الهيشة"، بينها حالات إصابة لدى تلاميذ المدرسة الابتدائية التي تضم نحو 500 تلميذ خضعوا لعمليات التلقيح، فيما تم عزل الحالات المصابة. كما زحف الوباء على حي 136 سكن الذي سجلت به بعض الحالات، حيث وجهت المصالح الصحية نداءها حتى لكبار السن للاستفادة من عمليات التلقيح.