ارتفعت حصيلة عمليات انتشال جثث المهاجرين من ضحايا حادث غرق قارب للهجرة السرية فجر الأحد الماضي في عرض البحر قبالة سواحل قرقنة جنوبتونس إلى 75 جثة. وأفاد بيان لوزارة الداخلية التونسية أن فرق الإنقاذ تمكنت من انتشال أربع جثث أخرى اليوم الخميس، ما يرفع مجموع الجثث التي تم انتشالها منذ الأحد الماضي إلى 75 جثة. وأكد بيان الداخلية التونسية أن فرق الإنقاذ مازالت تواصل عمليات البحث عن جثث باقي المفقودين، دون أن تعلن عن عددهم، الذي قد يفوق 50 جثة، بحسب اعترافات ناجين من الحادث قالوا أن القارب كان على متنه أكثر من 180 مهاجر. في سياق آخر قال مراد التركي المتحدث باسم محكمة صفاقسجنوبيتونس التي تتولى عملية مراقبة انتشال الجثث في تصريح للتلفزيون الحكومي، أنه توجد 21 جثة لمهاجرين أجانب جرى دفن رفاتهم في تونس حيث تم إعداد ملف خاص بكل ضحية مرقم ومرفق بصورة وبالبصمة الجينية وبصمة اليد. وأعلن تركي تسليم 44 جثة لمواطنين تونسيين إلى عائلاتهم منذ يوم الأحد الماضي، فيما تجري فرق مختصة في مستشفى صفاقس تحديد هوية 10 جثث أخرى، وكانت فرق الإنقاذ قد انتشلت حتى ظهر أمس 55 جثة ، بينهما سبعة جثث تم انتشالها الثلاثاء. وكان قارب صيد كان على متنه ما يقارب 180 مهاجرا سريا، قد انقلب الأحد الماضي بعد فترة قصيرة من انطلاقه باتجاه السواحل الايطالية،على بعد حوالي 5 أميال بحرية عن جزيرة قرقنة و16 ميلا بحريا عن سواحل مدينة صفاقس. وتمكنت فرق النجدة فجر الأحد الماضي من إنقاذ 68 شخصا من بينهم 60 تونسيا وخمسة مهاجرين ينحدرون من دول إفريقية جنوب الصحراء ومغربيان وليبي، غادر أغبلهم المستشفيات بعدما تلقوا الإسعافات الأولية.
وفتحت السلطات القضائية في تونس تحقيقا للوصول الى اعضاء الشبكة المشرفة على تنظيم هذه الرحلة السرية للمهاجرين، وتمكنت أمس من اعتقال خمسة من منظمي الرحلات والوسطاء، وتم توجيه تهم الاتجار بالبشر إليهم. ويعد هذا الحادث الثاني من نوعه في نفس منطقة جزيرة قرقنة، بعد حادث غرق 46 مهاجرا تونسيا آخرين بعد اصدام قارب كانوا على متنه بخافرة لحرس السواحل عندك مطاردتهم في عرض البحر. وأدى الحادث إلى اتخاذ رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد قرار بإعفاء قرر وزير الداخلية التونسي لطفي براهم، بعد إعفاء 10 من القيادات الأمنية في جزيرة قرقنة، بسبب ما اعتبره تقصيرا أمنيا.