تداعيات المجزرة السلمية التي أطلقها “البوشي” بالكوكايين ما تزال متواصلة وفق الخطة المرسومة لها..! الرئيس بوتفليقة عَيَّدَ قبل العيد على لواءين سمينين أملحين أقرنين، واحد عن نفسه والثاني قربانا عن رجال حكمه.! نسأل الله والشعب أن يتقبل من الرئيس هذه الأضاحي السياسية عشية عيد الأضحى.! الحكاية ذكرتني بالمجزرة التي نفذها المرحوم الحسن الثاني يوم عيد الأضحى قبل 50 سنة بعد حادثة السخيرات.! وقتها غنى المطرب المغربي الشهير عبد الهادي بلخياط أغنيته المشهورة “اعلاش جتيني في هذا الظروف.. الظروف قاسية وصعبة خوفي عليك وأنت معروف والا الناس ذوات مصيبة.. قلبنا في كل ساعة مخطوف، عايشين على عصاب غريبة”! وفهم القصر الملكي من معاني الأغنية أن عبد الهادي بلخياط لا يتحدث عن حبيبته بل يتحدث عن الحرية التي جاءت إلى قصر السخيرات في ظروف قاسية وصعبة.. وحوكم عبد الهادي بسبب هذه الأغنية.! عندنا لا يوجد من يغني ما غناه عبد الهادي بلخياط.. لأن الأغاني عندنا لا ترقى إلى السياسة، فهي أغان ساقطة في قضايا “الراي”! ولهذا يطاردها الشباب السياسي في شوارع مدننا ويمنعها من الغناء.! الملفت في الموضوع أن المجزرة السلمية التي تسبب فيها “البوشي” طالت كل الأصناف البشرية في أجهزة الدولة.. من الضباط السامين في الجيش إلى رجال العدالة إلى رجال الأمن والدرك ومعهم رجال الإدارة والمصالح المالية والعقارية في الولايات. والطريف في الأمر أن تحقيقا (صحفيا) أنجز بعناية أمنية وقضائية (دقيقة) بثته إحدى القنوات (بحصرية مهنية) كشف أن أحد المتورطين أخذ من “البوشي” جواز سفر للحج؟! ولم يتساءل أحد في التحقيق عمن أعطى “البوشي” جوار سفر الحج هذا؟! والمفروض أن لا يعاقب من أخذ جوار سفر الحج من البوشي بل يعاقب من أعطاه للبوشي؟! وأكثر من هذا قالوا في هذا التحقيق: إن مجمل مشاريع “البوشي” العقارية تتجاوز 100 مليون دولار، في حين أن سعر الكوكايين التي قالوا إن “البوشي” استوردها تقارب هذا الرقم؟! ولم يتساءل أحد في هذا التحقيق المعد بعناية وبكل (مهنية) لجعل قضية “البوشي” تتجه في التحقيق القضائي إلى الحوت الصغير.. من أين أتى “البوشي” بالمبلغ الهائل لاستيراد هذا الكم الهائل من الكوكايين، ومن وكيف دفع له هذه المبالغ في البرازيل؟! هنا لابد أن نستنتج بأن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد تحضير عيادات لأضحية العيد حتى ولو كانت لا تصلح لأن تكون أضحية.!