انتقل هجوم الصحافة على الجزائر، في الساعات الأخيرة، من مصر إلى المغرب، فبعدما تلقى المدرب الوطني الأسبق، رابح سعدان، انتقادات لاذعة من الصحافة المصرية، على خلفية كشفه أن نتيجة المقابلة الكروية، التي أثقل فيها “الفراعنة” شباك “الخضر”، برباعية نظيفة، لحساب تصفيات مونديال جنوب إفريقيا (2010)، أنها مرتبة، جاء الدور على الصحافة المغربية، التي لم تخف تحديها بنجاحها في فرض تنظيم دورة 2022 لبطولة أمم إفريقيا لكرة اليد بمدينة العيون الصحراوية، التي لا تعترف الجزائر بسيادة المغرب عليها. أثير جدل كبير في أوساط الكرة الصغيرة الجزائرية، بعد انتشار تقارير صحفية تتحدث عن تصويت رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة اليد، حبيب لعبان، لصالح المغرب، على هامش احتضان كوت ديفوار بطولة أندية أبطال إفريقيا، بمشاركة المجمع النفطي، واتهمته نفس التقارير بأنه ارتكب خطأ كبيرا، من شأنه أن يلحق ضررا بالسياسة الخارجية الجزائرية، لكن سرعان ما فندها لعبان جملة وتفصيلا. واستغل خصوم لعبان التقارير، التي تحدثت عن تورطه في منح الضوء الأخضر للمغرب لتنظيم الدورة القارية في مدينة العيون الصحراوية، لتوجيه سهامهم ضده، وسط تساؤلات عن صحة التقارير وما إذا توجد وراء التحامل على لعبان، لعبة خفية تهدف إلى تصفية حسابات قديمة - جديدة، مع رئيس الاتحادية. وتركزت الانتقادات ضد لعبان في مواقع التواصل الاجتماعي ونفس التقارير تناولتها الصحافة المغربية، التي تحدثت بإسهاب عن منح مدينة العيون فرصة لتنظيم بطولة أمم إفريقيا لعام 2022، وسط تلميحات إلى تحقيق فوز سياسي على الجزائر، بسبب قضية الصحراء الغربية، التي تدافع الجزائر عن حقها في تقرير المصير، بينما تعتبرها المملكة المغربية جزءا من أقاليمها الجنوبية. وسارع لعبان إلى تكذيب كل التقارير الصحفية المغربية، بينما أبدت الوزارة اقتناعها بمبرراته، مثلما علمت “الخبر”، من مصادر مسؤولة، بعدما تلقت توضيحات بخصوص ظروف وملابسات القضية وقواعد منح تنظيم المنافسات القارية للبلدان، وطوت الوزارة صفحة القضية، التي طالما عكرت الأجواء في أوساط الكرة الصغيرة الجزائرية، عند انطلاقة دورات بطولة الأندية الإفريقية، التي تعرف عادة مشاركة نادي السمارة، الذي ينتمي إلى الصحراء الغربية، تحت الراية المغربية، ما كان يدفع بالأندية الجزائرية إلى اللجوء إلى المقاطعة، تفاديا لتوريطها في حسابات سياسية، بينما كان المغرب ينادي دائما إلى التمييز بين الرياضة والسياسة، لكن المغاربة لم يعطوا يوما ردا على سبب تقديم وداد السمارة لتمثيل المملكة المغربية في المنافسات الإفريقية الخاصة بالأندية، والرد واضح، لدى الجزائريين، ويتمثل في الدفع بالجزائر، عن طريق أنديتها، إلى الاعتراف ضمنيا، بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، تحت غطاء رياضي، وهو ما لم تنجر إليه أبدا الأندية الجزائرية، حيث كانت تتفطن للعبة السياسية.