أقدمت إدارة الشركة المالكة لمولودية الجزائر "سوناطراك " بفتح تحقيق حول التسيير المالي للنادي حيث كلفت لجنة تشرف على عملية التدقيق المالي في ظل الأخبار التي تتحدث عن صفقات مشبوهة وإهدار المال من طرف المسيرين الذين تعاقبوا على تسيير الفريق . لم يكن قرار تنحية رئيس مجلس إدارة شركة العميد محمد حيرش من طرف الرئيس المدير العام لسوناطراك اعتباطيا ، وإنما نتيجة اطلاع الرجل الأول في الشركة النفطية رشيد حشيشي حول النفقات الضخمة التي صرفها مسيرو المولودية منذ جانفي 2019 و التي فاقت ال 100 مليار سنتيم ، قبل انتهاء العام الجاري ، ما جعل الشركة المالكة للنادي تقرر التدقيق في حسابات النادي الذي تعاقب عليه كل من كمال قاسي سعيد الذي شغل منصب مدير رياضي ورئيس مجلس الإدارة المخلوع محمد حيرش والمكتب المؤقت برئاسة زوبير باشي، قبل التحاق عمر غريب وخليفته الحالي فؤاد صخري . وواجهت الإدارة الجديدة لمولودية الجزائر بقيادة العائد عاشور بتروني وفؤاد صخري أزمة مالية خانقة ، أرغمها على طلب تسبيق مالي من سوناطراك ما جعل مسؤولي هذه الشركة يقررون فتح تحقيق حول التسيير المالي والتدقيق في الحسابات . و كان التسيير في مولودية الجزائر يثير الجدل منذ سنوات ولم يشفع تواجد النادي العاصمي بين أيدي اكبر شركة وطنية من حيث الدخل ، تحقيق الاستقرار لهذا النادي ، بدليل ان "سوناطراك " لاتزال في رحلة البحث عن الرجل المناسب في المكان المناسب بعدما طال تغيير مجلس الادارة في تسع مناسبات وتعاقبوا على النادي سبع مدراء منذ سنة 2013 . ولعل تواجد السيولة المالية في هذا النادي جعل الشكوك تحوم حول عدة صفقات تورط فيها المسيرون . وفي هذا الشان ، كشفت مصادر عليمة ان المدير الرياضي السابق لمولودية الجزائر كمال قاسي السعيد صرف 68 مليار سنتيم في فترة ثمانية أشهر فقط ( سبتمبر الى غاية افريل من العام الجاري 2019)، وهي الفترة التي خسر فيها العميد جميع أهدافه ما جعل إدارة سوناطراك تتحرك لإقالته ليخلفه المكتب المؤقت الذي قاده اللاعب الأسبق زوبير باشي حيث صرف 3.5مليار سنتيم في فترة لم تتعد شهر واحد استغلها في تسوية مستحقات اللاعبين ، قبل تسجيل عمر غريب عودته شهر افريل الماضي والذي صرف إلى غاية شهر جويلية المنصرم ، 7.2 مليار سنتيم شملت الاستقادامات ورواتب الطاقمين الطبي والفني . ورغم ان المدير العام الجديد فؤاد صخري اكد ان مصاريفه منذ شهر جويلية لم تتعد 7 ملايير سنتيم لحد الان ، إلا أن الأرقام الخاصة براوتب اللاعبين المستقدمين تفوق ال 10 ملايير سنتيم ، وهو ما يورط عمر غريب القائم على عملية الاستقدامات وتحديد رواتبهم . وتلاحق رئيس مجلس الإدارة السابق محمد حيرش هذه الأيام عدة انتقادات تتعلق كلها بسوء التسيير تداولتها وسائل الإعلام بشكل واسع خاصة المتعلق بتعاقد النادي العاصمي مع شركة الألبسة الرياضية العالمية "بيما" دون سواها ناهيك عن التحضيرات لمئوية النادي وكذا صفقة تحويل اللاعب المالي ديانغ إلى الاهلي المصري وكذا أشغال التهيئة التي قامت بها إدارة المولودية على ملعب 5 جويلية الاولمبي والمتهم فيها حيرش بتضخيم الفواتير ، لاسيما عملية دهن مدرجات الملعب و التي كلفت حسب الفاتورة 600 مليون سنتيم . ويبدو أن رياح "الحراك" قد مست "ضمائر" مسؤولي شركة سوناطراك من اجل النهوض من سباتهم بمراقبة المال العام ومحاسبة المتورطين في تبديده ، خاصة وان كل المؤشرات توحي بوجود خروقات في ظل الحديث عن ثغرة ب 14 مليار سنتيم لم يعرف أين صرفت في الوقت الذي طالب فيه محافظ الحسابات نسخة من وثيقة الاستلام الخاصة بورقة تسريح اللاعب الربيعي القادم من وفاق سطيف التي لم يظهر لها اثر في خزانة النادي .