Getty Images قال رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي في خطاب متلفز، السبت، إنه على الرغم من أن الاحتجاجات كانت مهمة في تحقيق الإصلاح، إلا أنه يجب السماح للحياة في البلاد العودة إلى "وضعها الطبيعي". وأضاف عبد المهدي أن "المظاهرات السلمية من أهم الأحداث التي مرت بالبلاد بعد 2003، وساعدت وستساعد في الضغط على القوى السياسية والحكومة والسلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية لتصحيح المسارات وقبول التغييرات". وأكد على إجراء تعديلات وزارية مهمة للخروج من نظام المحاصصة وإشراك الكفاءات الشابة في استجابة لمطالب المتظاهرين, وأضاف عبد المهدي أن الحكومة والسلطات القضائية ستواصل التحقيق في قضايا الشهداء والجرحى من المتظاهرين والقوات الأمنية. ولن تبقي معتقلاً من المتظاهرين وستقدم للمحاكمة من تثبت عليه جرائم جنائية ومن اي طرف كان. * نساء التحرير: شهادات من قلب المظاهرات في العراق * "ملثمون يعتقلون متظاهرين" في بغداد واستمرار قطع الإنترنت في العاصمة العراقية ومدن أخرى Getty Images مبنى "المطعم التركي" في العاصمة العراقيةبغداد المطل على ميدان التحرير وأفادت مصادر سياسية بأن اجتماعا جرى بين الأطراف السياسية "بما فيهم سائرون والحكمة" جاء بعد "لقاء الجنرال قاسم سليماني بمقتدى الصدر ومحمد رضا السيسياتي (نجل علي السيستاني) والذي تمخض عنه الاتفاق على أن يبقى عبد المهدي في منصبه". وكان المرجع الشيعي، علي السيستاني قد دعا القوات الأمنية إلى تجنب استخدام العنف، "لا سيما العنف المفرط" في مواجهة المحتجين. وحذر من أن أطرافاً "داخلية وخارجية قد تسعى لاستغلال الاحتجاجات لتحقيق بعض أهدافها"، محذرا المتظاهرين من تأثير هذه الأطراف على مسار حراكهم. وقال مصدر أمني في بغداد إن ساحة التحرير لم تشهد صدامات بين القوات الأمنية والمتظاهرين، بينما لقي متظاهران حتفهما في البصرة، جنوبالعراق. وذكر المصدر لبي بي سي أن "عمليات كر وفر وقعت صباح السبت بين متظاهرين والقوات الأمنية عند جسر الأحرار في بغداد في محاولة للسيطرة على الجسر من قبل المتظاهرين، ولكن لم تسجل حالات قتل أو جرح بين صفوف المتظاهرين لغاية الآن، وأن حركة السيارات والأشخاص طبيعية في أغلب مناطق العاصمة". وفي البصرة تمكنت القوات الأمنية الجمعة من فض الاعتصامات التي بدأها متظاهرون أمام مبنى محافظة البصرة وسط المدينة، مما أسفر عن إصابة العشرات بحالات اختناق. وقال شهود عيان لبي بي سي، إنهم "شاهدوا القوات الأمنية منتشرين وبكثرة في الساحة المقابلة لمبنى المحافظة والتي شهدت تظاهرات واعتصامات على مدى الأيام القليلة الماضية." وخرج الآلاف من العراقيين، أغلبهم من الشباب، في العاصمة العراقيةبغداد وغيرها من المحافظات بداية شهر أكتوبر/ تشرين الأوّل احتجاجا على تفشّي الفساد وطلبا لتحسين المستوى المعيشي والخدمات. لكن مع استمرار المظاهرات وتزايد عدد المشاركين فيها، أصبح المحتجّون يطالبون بتغيير كامل للنظام السياسي. واستخدمت القوات الأمنية الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع في قمع الاحتجاجات، وهو ما أدى إلى وفاة أكثر من مئتين وستين منهم حتى الآن، وفقا لإحصاءات رسمية. &