طالبت أوكرانيا، أمس الإثنين، روسيا بتنفيذ التزاماتها دون قيد أو شرط كطرف في النزاع الدولي المسلح الذي تشهده البلاد منذ العام 2014 والوقف الفوري لإطلاق النار وكذا الانخراط في تسوية الوضع في ''دونباس" على أساس التفاهمات التي سبق التوصل إليها في إطار المحافل الدولية. وطالب سفير أوكرانيا لدى الجزائر، مكسيم صبح، أمس الإثنين، في ندوة صحفية بمقر السفارة الأوكرانية بالجزائر العاصمة، تزامنا مع الذكرى السادسة لبدء التدخل الروسي بجمهورية القرم ومدينة سيفاستوبيل، المجتمع الدولي بزيادة الضغط السياسي والدبلوماسي والاقتصادي على روسيا الاتحادية من أجل "وقف عدوانها العسكري على أوكرانيا والإفراج عن الأسرى المعتقلين بطريقة غير شرعية وكذا تنفيذ قرارات المنظمات والمحاكم الدولية ذات الصلة، بالإضافة إلى الانسحاب من الأراضي المحتلة مؤقتا في جنوب البلاد بهدف إرجاع روسيا إلى إطار الشرعية الدولية". وتعود الأزمة بين أوكرانياوروسيا إلى العام 2014، حيث تدخلت الأخيرة عسكريا في الأراضي الحدودية مع أوكرانيا بعد احتجاجات شعبية أدت إلى عزل الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش، وقام الجنود الروس بالسيطرة على مواقع استراتيجية وحيوية في شبه جزيرة القرم التي ضمت لاحقا لروسيا بعد استفتاء شعبي، حيث صوت سكان القرم لصالح الانضمام لروسيا الاتحادية، وسط تصاعد مظاهرات مؤيدة لروسيا من قبل جماعات انفصالية في دونباس، أدت إلى صراع مسلح بين الحكومة الأوكرانية والجماعات الانفصالية المدعومة من روسيا. وقال السفير مكسيم صبح إن "احتلال جزء من الأراضي الأوكرانية وعشرات الآلاف من القتلى والجرحى، فضلا عن مليون ونصف مليون نازح منقول داخليا، إضافة إلى ملايين الأوكرانيين الآخرين الذين أجبروا على العيش داخل الأراضي المحتلة مؤقتا في أجواء اللاأمن والإرهاب". واعتبر المتحدث أن الوضع الحالي غير ملائم لإجراء أي انتخابات محلية في البلاد، موضحا "أن تواصل المباحثات مع روسيا وإجراء الانتخابات المحلية يرتبطان أساسا بشرط إرساء السلام في البلاد أولا واسترجاع السيادة على الأراضي الأوكرانية جنوب البلاد وتطبيق القوانين الأوكرانية عليها"، إذ لا يمكن، حسبه، الخوض في انتخابات تحرم أكثر من مليون ونصف مليون ناخب في المنطقة من حقه في الإدلاء بصوته. وفي تعليقه على الزيارة المرتقبة لأعضاء منظمة الأمن والتعاون، اعتبر السفير في تصريح ل''الخبر'' أن هذا النوع من الزيارات يصب في مساعي إنجاح العملية السياسية والمفاوضات الجارية، إذ أنها فرصة لإطلاع المنظمة على المعطيات والتطورات الموجودة على أرض الواقع، التي بدورها ستكون مادة أساسية للتقارير التي تعدها المنظمة وترفعها فيما بعد إلى هيئة الأممالمتحدة. وركز مكسيم صبح على أهمية زيارة منظمة الأمن والتعاون كونها الهيئة الوحيدة التي يسمح لها بالوصول إلى منطقة ''دونباس''، رغم الطلبات العديدة التي قدمتها أوكرانيالروسيا قصد السماح لمنظمة الصليب الأحمر بالوصول إلى المنطقة وتقديم إعانات للمتضررين من الحرب هناك. وفي سياق متصل، ذكر السفير الأوكراني بدعوة وزير خارجية بلاده، التي وجهها للمجتمع الدولي قصد تقديم مساعدات أولية للمتضررين من الحرب الجارية في المنطقة. وأحصت أوكرانيا 158 مليون دولار كقيمة أولية لحجم التبرعات والمساعدات المالية التي تحتاجها المنطقة لجبر الضرر اللاحق بها وأكثر من مليون ونصف مليون نازح. واستغل السفير الأوكراني فرصة اللقاء الإعلامي لتقديم الشكر إلى جميع شركاء بلاده الدوليين، على رأسهم الجزائر، نظير مواقفها المشرفة والعادلة تجاه التوترات التي تشهدها أوكرانيا، معرجا على تطور العلاقات بين البلدين، حيث أشار إلى ارتفاع حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال عام 2019، الذي بلغ 614 مليون دولار بزيادة قدرها 49.6 بالمائة من حجم الصادرات الأوكرانية إلى الجزائر في مجال الأسمدة والحبوب والصناعات العسكرية، معتبرا أن الجزائر تتصدر مراكز أكبر الشركاء الاقتصاديين مع أوكرانيا في إفريقيا.